عواصم - وكالات - تطورات متسارعة سياسية وميدانية شهدتها الساحة العراقية امس، فعلى وقع دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني وضْع خطة حكيمة لتطهير البلاد من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ومع تنديد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك بانسحاب القوات العراقية «المخجل» من الرمادي، سيطر التنظيم أمس، على منطقة حصيبة الشرقية، وتم إغلاق معبر الوليد الحدودي مع سورية، فيما أعلن قائد شرطة الانبار الجديد هادي رزيج عن التحضير لتحرير شرق الرمادي. وفي خبر مفاجىء، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» أمس، ان القوات العراقية انسحبت أمام التنظيم من الرمادي، لانها اعتقدت، خاطئة، ان العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة يومها قد تحول دون حصولها على دعم جوي اميركي. وقال الناطق باسم «البنتاغون» الكولونيل ستيفن وارن: «نحن نعتقد الآن ان هذا كان احد العوامل التي ساهمت في قرارها» الانسحاب من هذه المدينة. واكد ان تخوّف القوات العراقية لم يكن في محله لان «الطقس لم يكن له اي تأثير على قدرتنا على شن غارات جوية (..) ولكن تبين لنا ان القائد الميداني كان يعتقد عكس ذلك». واضاف ان انسحاب القوات من الرمادي كان نتيجة «قرار أحادي» اتخذه هذا المسؤول بناء على تحليله الخاطئ. ولفت الكولونيل وارن الى ان حالة الاتصالات التي كانت قائمة في تلك اللحظة بين القائد العراقي والتحالف «ليست واضحة» حتى الآن. من جهة أخرى، دعا السيستاني أمس، إلى وضع خطة حكيمة ودقيقة لتطهير البلاد من متشددي التنظيم. وفي أول خطبة له منذ سقوط الرمادي، لم يذكر الناطق باسم السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وهو يلقي خطبة الجمعة نيابة عنه، الرمادي صراحة. لكنه دعا إلى ضرورة وضع خطة دقيقة وحكيمة من قبل شخصيات وطنية محترفة لحل القضايا الأمنية والعسكرية والبدء في تطهير الأراضي العراقية من جميع الإرهابيين. في المقابل، ندد المطلك بانسحاب القوات العراقية «المخجل» من الرمادي. وقال للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت، انه «لا يمكن ان نتخيل ان قوات مدربة لأكثر من 10 سنوات، تنسحب بهذه الطريقة المخجلة". ميدانياً، سيطر التنظيم على منطقة حصيبة الشرقية شرق الرمادي. وقال القائد العشائري الميداني الشيخ محمد نجيب الفهداوي أمس، إن التنظيم "نجح في بسط سيطرته على المنطقة وجعلها تحت قبضته". من ناحيته، أعلن قائد شرطة الانبار الجديد هادي رزيج امس، ان حملة أمنية كبيرة ستنطلق قريباً لتحرير مناطق شرق الرمادي التي سيطر عليها التنظيم.