أشرف جمعة (أبوظبي) كثيراً ما يجد المراهق نفسه في مواجهة أبويه وجهاً لوجه فيتعرض لمواقف صادمة تجرح إحساسه وتؤذي مشاعره إلى حد بعيد خصوصاً عندما ينتقده أحد الأبوين أمام الضيوف والأقارب أو في أية مناسبة يوجد بها أغراب لكن هذه الصدمات التي تتضمن عتاباً مؤلماً وكلمات تنال من شخصية المراهق تدفعه إلى العزلة والانفراد أحياناً، نتيجة لعدم القدرة على التحمل، لكن صرخة في أعماقه ربما تنفذ إلى مسامع والديه، تبين الرفض لمحاولة التقليل من شأنه أمام الآخرين، لكن هل هذه الصرخة المكبوتة هل تنهي هذه المشكلة إن خرجت؟ وهل تجد صداها لدى الآباء والأمهات نظراً لخطورة هذه المرحلة التي تضطرب فيها مشاعر المراهقين وتتباين أحساسيهم تجاه أقرب الناس إليهم عندما يتعرضون للعتاب أو اللوم على التقصير أو التوبيخ أحياناً بعدما يرتكبون خطأ غير مقصود. آثار نفسية يقول أستاذ علم الاجتماع ومدير مبادرة الشيخة روضة لتنمية مهارات التعلم الدكتور نجيب بلفقيه: مرحلة المراهقة تتسم بخصوصيتها الشديدة، إذ إنها مرحلة التغيرات سواء في الجسم أو في طبيعة السلوك والمشاعر، والفرد فيها يبحث عن شخصيته ويحاول أن يحدد ملامح مستقبله وطريقه تفكيره ويضع أسس لعلاقاته بمن حوله وكذلك محيطه الخارجي ويعتقد الكثير من الأبناء عندما ينتقدون أبناءهم أو يوجهون لهم اللوم أمام الآخرين أنهم يتصرفون بشكل طبيعي لكنهم في حقيقة الأمر يرتكبون أخطاء جسيمة وهو ما يترك آثاراً نفسية سيئة لدى الأبناء، لافتاً إلى أن الآباء يبررون هذه التصرفات بأنها مستنسخة من الطريقة التي تعاملوا بها من قبل الأهل في مثل هذه المرحلة لكنهم لا يدركون أن طبيعة كل جيل تختلف عما قبله خصوصاً في زمن انتشر فيه العلم وأصبح الأبناء يبحثون عن حقوقهم كاملة. تجريح ونقد ويشير بلفقيه إلى أن المراهق في هذه المرحلة يبحث عن استقلاليته الذاتية ويحاول أن يوجد له مكانة لذا فهو يرفض التوبيخ والانتقاد أمام الآخرين وقد يكون الضرب أهون عليه من جرح كرامته أمام الأقارب أو الضيوف إذ يشعر باعتزازه بنفسه في هذه السن فيصعب عليه أن تهتز صورته أمام الناس أو أنه غير قادر على التصرف بشكل ملائم، مؤكداً أن المراهق نتيجة للضغط النفسي ينزع للانعزال ومحاولة تجنب ولي الأمر، هرباً من النقد أو التجريح كما يعتقد وهذا الانعزال قد يدفع المراهق إلى التعلق بأشخاص خارج المنزل ليعوض ما يفتقده في البيت من حنان واحتواء وربما يكون ذلك هو بداية الانحراف. ... المزيد