تنتمي السيارات الفاخرة إلى عالم السلع الاستهلاكية الكمالية التي نستطيع الاستغناء عنها، خصوصاً إذا نظرنا إلى حياتنا من منطلق فلسفي أخلاقي رافض للقيم المادية، لكن هذا الصراع الوجودي الذي نعيشه يتعرض في مسيرة حياتنا لهزات كبيرة، وحتى أولئك الأكثر أخلاقية بيننا قد ينبهرون بجمال الرفاهية.. وفي رحلة حياتنا التي نصادف فيها الكثير من المتغيرات، قد تكون تجربة قيادة سيارة مرسيدس إس 63 إيه إم جي كوبيه إحدى أكثرها قسوة على منظومتنا الفكرية، فحتى أولئك الذين يعيشون كالدراويش بمتطلباتهم، سيعيدون اكتشاف أنفسهم بعد قيادتهم هذا الإنجاز الألماني، ورغبتهم في أن يكونوا ناجحين بالمعنى المادي للكلمة، حتى يتمكنوا من شراء هذا الاختراع الذي يراوح سعره بين 203 215 ألف دولار (745- 790 ألف درهم). وأكاد أقول إن الأشخاص الأكثر روحانية بيننا لربما غيروا الكثير من قناعاتهم لو قدّر لهم قيادة هذه السيارة، ولأصبحوا أكثر مادية، فالقيم الجمالية تمتزج مع قدرات الأداء الخارق لهذه المركبة، ناهيك عن التفرد في بعض مواصفاتها مثل تابلو القيادة بانحناءاته التي تميزه عن أي سيارة أخرى في العالم، والسحر الذي لا يمكن وصفه بالكلمات، وإنما يمكن تجربته.. وهو ما يجعلنا نعيد النظر في احتمال أن يكون الألمان فعلاً جنساً متفوقاً، وإلا ما كانوا أبدعوا هذه المعجزة التي تسير على عجلات، وتحمل محرك تيربو مزدوجاً من ثماني أسطوانات، وبسعة 5.5 لترات، لتكون الأقوى ضمن عائلة محرّكات بلو دايركت، حيث تولّد طاقة 430 كليوواط (585 حصاناً)، مع عزم 900 نيوتن متر. وعلى غرار جميع محرّكات إيه إم جي V8 و V12، يتم تجميع محرّك التوربو المزدوج ذي الثماني أسطوانات يدوياً، وفقاً لأدق معايير الجودة التي تستند إلى فلسفة شخص واحد، محرّك واحد. خيارات ويتوافر طرازان اثنان: الأول بنظام الدفع الخلفي، والآخر لأول مرة بنظام الدفع الرباعي فائق الأداء. ومع اختيار وضعية الدفع الرباعي الدائم، يتم تحميل 33% من عزم المحرّك على محور العجلات الأمامي، و67% على المحور الخلفي، وذلك لتحسين جوانب الأمان أثناء القيادة على الطرقات الرطبة أو خلال فصل الشتاء. أما بالنسبة إلى وحدة نقل الحركة، يحظى الزبائن بفرصة للاختيار، فسيارة نظام الدفع الخلفي تأتي مجهّزة بخاصية التحكّم السحري بهيكل السيارة، في حين يتضمّن طراز الدفع الرباعي نظام التعليق الهوائي المتكامل مع نظام التخميد المتكيّف. وتم تخفيض وزن السيارة بنحو 65 كيلوغراماً، ما أدّى إلى تحسين ديناميكيات القيادة وتقنين معدلات استهلاك الوقود. ويمكنها بلوغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة انطلاقاً من السكون في غضون 3.9 إلى 4.3 ثوانٍ، وذلك اعتماداً على مواصفات الطراز. الإمالة عند المنعطفات تتوافر لأول مرة في صناعة السيارات وظيفة الإمالة عند المنعطفات التي تسمح بالانحناء إلى الداخل، وبطريقة مماثلة لسائق الدراجة النارية أو المُتزلج على الجليد. ويتضمّن نظام التعليق تقنية فحص سطح الطريق التي تسمح بالكشف المُسبق لأي عوائق، وذلك بمساعدة كاميرا مجسمة ونظام التحكم النشط بالهيكل الذي يمكـنه الكشف عن المنحنيات باستخدام كاميرا مثبتة خلف الزجاج الأمامي تسجل انحناءات الطريق لمسافة 15 متراً أمام السيارة، ومجسّ جانبي إضافي للتسارع. نقاء التصميم تـتباهى هذه السيارة الكوبيه ذات البابين بتصميم جذّاب وخطوط انسيابية أنيقة، وبقدرات فائقة ومقوّمات مُذهلة تجسّد نقاء التصميم الحسّي في أبهى صوره، ما يمنحها حضوراً لافتاً ومظهراً رياضياً يُعـبّر عن قمة الفخامة والرفاهية. وتزخر بمجموعة عناصر تُبرز مزايا القيادة الديناميكية؛ ففي الطرف الأمامي تتجلّى شبكة المبرد ثلاثية الأبعاد ذات الشفرة المزدوجة، والمطلية بالكروم الفضي. وتتناغم لوحة مؤشرات القياس بسلاسة كبيرة مع الأبواب وبتصميم انسيابي مُلتف للأنظار، في حين تبرز جمالية التصميم الحصري والأنيق مع استخدام أفخم المواد وأرفع درجات التصنيع. وتمتاز المقصورة الداخلية بأجواء استثنائية، لا سيما مع المقاعد المكسوّة بجلد النابا الفاخر. ومع عجلة القيادة الجديدة والرياضية الثلاثية المحاور، وذات الإطار المتناسق والمكسوّة بالجلد المثقوب عند مناطق اللمس بقبضة اليدين، سيحظى السائق بمستوى مثالي للتحكّم بالمركبة.