×
محافظة مكة المكرمة

شح الأيدي العاملة يحتاج إلى حلول

صورة الخبر

رغم أن الجهات الأمنية المختصة لم تعلن مسؤولية الجهة التي تقع خلف التفجير الانتحاري داخل مسجد الإمام علي في قرية القديح، التابعة لمحافظة القطيف، إلا أن اللافت في سياق هذه العملية، السيناريو الذي اتبعته جهة التنفيذ، الذي يستخدم للمرة الأولى. الاحتمالات تظل مفتوحة وفقا لعدد من الخبراء الذين تحدثوا إلى "الوطن"، إلا أن أهم ما ذهبوا إليه، من خلال نافذة العمل، هو أن المملكة مستهدفة بمخطط إقليمي، يهدف إلى زعزعة منظومة استقرارها الأمني والسياسي والاجتماعي، وأن الحادث الإجرامي محاولة بائسة لاستنزاف المملكة داخليا على الحساب الإقليمي. رئيس المركز المسبار للدراسات والبحوث المتخصص في رصد الظاهرة الإسلامية منصور النقيدان، انطلق في حديثه إلى "الوطن"، من أن الهدف الرئيس من هذا المخطط هو استهداف المملكة، وإظهارها بمنطق الضعف في حماية مواطنيها. وذهب النقيدان إلى أن ما حدث يحمل احتمالات كثيرة، ولم يستبعد أن يكون من فجر نفسه أهل نفسه بنفسه للقيام بهذا العمل، من خلال تأثره بالأفكار المتطرفة، إلا أنه أكد بأن السعوديين واجهوا التحدي نفسه في حادثة قرية الدالوة بمحافظة الأحساء بعد استهداف مجلس عزاء في محرم الماضي، واتهمت وزارة الداخلية في حينها تنظيم "داعش"، وقال: "حينها أثبت السعوديون توحدهم الوطني، تجاه من يريد اللعب بورقة الفتنة الطائفية، وسيثبتون توحدهم أيضا بعد هذه الحادثة". لم يكتفِ رئيس مركز المسبار للدراسات والبحوث بذلك، بل ركز على معلومة يمكن وصفها بـ"الحيوية"، ترتبط بالرسالة التي أراد المهاجمون إرسالها، وهي أن الوصول إلى أهداف بعيدة في قرية صغيرة، لم تكن في الحسبان، وبخاصة في الظرف الاستثنائي الذي تواجهه المملكة في حربها ضد الحوثيين في حدها الجنوبي. مواقع متخصصة في شؤون الجماعات الإسلامية على الإنترنت ذهبت في تحليلاتها الأولية، إلى أن الاحتمالات في حادثة مسجد الإمام علي بالقديح، حتى وإن كانت مفتوحة، تظل محددة بعدد من الإطارات. وحللت تلك المواقع خطاب زعيم داعش أبوبكر البغدادي في 16 نوفمبر من العام الماضي، الذي حمل عنوان "ولو كره الكافرون"، الذي هاجم فيه المملكة، وطالب المتعاونين مع التنظيم بالهجوم على الشيعة لأنهم مناصرون لإيران. تحليل تلك المواقع يوجه الاتهام نحو "داعش"، بشكل ملحوظ، مستندين في ذلك على ما حدث في قرية الدالوة. كما أن تلك المواقع ذاتها لم تستبعد أي دور إيراني في المسألة، مستندين إلى طريقتها في إدارة العنف الطائفي في العراق، فبعض الحسابات المتخصصة في الإعلام بشبكات التواصل الاجتماعي، ذهبت إلى أن التفجير الانتحاري يهدف إلى إشعال الجبهة الداخلية، وإثارة الفوضى، من أجل تعميق البعد الطائفي، ودعم صيرورة الإرهاب. المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد العقيلي، كانت اتجاهات تفسيراته تربط بين العمليات المسلحة أيا كان من يقف خلفها، وبين قدرة الأجهزة الأمنية السعودية على ضبط أمن البلاد، وقال: "الحدث الإرهابي هو محاولة بائسة لاستنزاف المملكة داخليا على الحساب الإقليمي، خصوصا أن المملكة قدمت خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رؤية جذرية في سياستها الداخلية والإقليمية والدولية". ولم يبتعد العقيلي عن الاستثمار الخاطئ الذي ستقوم به إيران وأذرعها الإعلامية، في محاولة منها لعدم تمرير هذا الملف والاستفادة منه، لمصلحة أجندتها السياسية في المنطقة.