×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ القطيف يطمئن على الجرحى بمستشفى القطيف المركزي

صورة الخبر

انتهت قمة كامب ديفيد وخرج بيانها ببنود واتفاقات، ربما من أهمها أن أي اتفاق نووي مع إيران سيكون عبر الكونغرس. السؤال هنا: ماذا لو وافق الكونغرس على نووي إيران؟ هل يتفرج العرب على الاتفاق، أم ستكون لهم ترسانة نووية معادلة لقوة إيران؟ طبعاً من المستحيل أن توافق إسرائيل على ذلك، ومن سابع المستحيلات أن تتخلى أميركا عنها، وسيبقى العرب بين مطرقة إسرائيل وسندان إيران، وأميركا ملتزمة بحماية دول الخليج العربي -عسكرياً- كما جاء في أحد البنود. المعنى أن أميركا ستظل مرتزقة في الخليج العربي كلما لوحت إيران بالتهديد، لوحت أميركا بالتصدي لها، والمسألة استنزاف خزائن الموازنات الخليجية، وتقشفها على حساب الشعوب، وتطلعاتها في تحقيق أعلى المستويات المعيشية، والعيش بطمأنينة وسلام، وسيبقى المسمار -أي إيران- بيد جحا (أميركا)، كلما أرادت أن تملأ خزانتها وتدعم اقتصادها، مررت شفرتها لإيران لتقوم بالهجوم أو التدخل في شؤون أي دولة، سواءً أكانت عربية أم خليجية، لتسارع أميركا بأساطيلها وقواتها إلى الخليج، ومن ثم تأتي المبادرات السلمية والجلوس على طاولات الحوار وينتهي الموضوع بشروط أميركا لترحل القوات مع بقاء أخرى بحجة الحماية، ومراقبة مدى ما يتحقق من نتائج الحوار والاتفاق، وتحميل الدول الخليجية المصروفات كافة، ويظل الوضع كما هو عليه، وإيران لن ترفع يدها عن أي تدخل لأي سيادة داخلية، ولن تلتزم بعدم المساس بأمن المنطقة، كما جاء في بيان كامب ديفيد الذي يقول: إلزام إيران بعدم المساس بأمن المنطقة -أي الخليجية والعربية- وعدم التدخل في شؤونها، ما هو الضمان الذي تضع أميركا يدها عليه بالتزام إيران، وإيران أصلاً قد أدخلت يدها في كل المناطق العربية بدءاً من لبنان وفلسطين والعراق وسورية، وليست نهاية باليمن! ألم يكن من الأجدى قبل إلزام إيران بعدم التدخل في شؤون المنطقة العربية، أن تلزم بسحب أحزابها في هذه الدول المذكورة، وعدم القيام بالحروب من أحزابها نيابةً عنها؟ ألم يكن من الأجدى إلزامها بعدم التدخل في إشعال الطائفية بين العرب المسلمين، ومحاولاتها إغراء بعض الطوائف بالانقلاب على حكوماتها وتسليحهم وتحريضهم، ومن ثم الظهور بمظهر المدافع الحريص على حقوقهم التي تنتهكها هي في شرعيتها وتحرمها على شعوبها؟ ما الذي يجعل أميركا تثق بانصياع إيران والتزامها، وهي تنتهك بعض البلدان العربية ومازالت خلاياها هناك رابضة على أنفاس شعوبها؟ لو أرادت أميركا أن تختبر صدق إيران فلتلزمها أولاً بانسحاب أحزابها وجيوبها وقادتها المتناوبين على أوامرها في تلك البلدان، وبعدها يكون الالتزام بعدم المساس بأمن المنطقة مرة أخرى؟ ثم لماذا تتفق أميركا على ضمان التفوق العسكري للخليج عن طريق إنشاء الدروع الصاروخية وغيره، وفي الوقت نفسه تلتزم بحماية دول الخليج عسكرياً، أليس هنا بؤرة تناقض غريب؟ عموماً سنرى ما أقرته أميركا في كامب ديفيد من دعم الرؤية الخليجية في سورية واليمن، وإذا رأينا سورية تحررت من حربها، وخرجت منها الخلايا الإرهابية، وتهيأت لمعارضتها الفرصة للقضاء على حكم بشار، وعاد الحوثيون إلى جحورهم راغمين، وانسحبت داعش وإيران من العراق، بعدها سنعرف مدى صدقية أميركا في وعودها التي لابد من أن يتخللها الصداع المزمن في الخليج، والتسابق للسيطرة عليه والذي بدأ ببريطانيا في القرن الماضي، ويعود الآن مع أميركا، ولكل ثوبه الذي يخيطه على مقاسه. نقلا عن الحياة