×
محافظة المنطقة الشرقية

لجنة طبية لدعم أسر حادثة «القديح» نفسياً واجتماعياً

صورة الخبر

رغم الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة منذ عقد مضى، من خلال الأندية الأدبية، إلا أن هذا الحراك لم يواكب بعد التطورات الثقافية العالمية ونموها، رغم مرور 40 عاما على إنشاء بعض الأندية، مما يعني إسهامها خلال هذه المسيرة بدور لا ينكر، لكنه غير كاف أبدا في ظل الدعم الكبير الذي تتمتع به كل الأندية؛ خاصة أن الثقافة لا تقاس بالتقادم إنما بالإنجاز والخبرة في العمل الثقافي، حيث إن "المركزية" التي تتعامل بها وزارة الثقافة والإعلام مع العمل الثقافي في الأندية الأدبية مما قد يعيق العمل الثقافي، لا سيما في ظل الحديث عن التمديد (الشفوي) لمجالس إدارات الأندية الأدبية دون تحديد مدة معينة لهذا التمديد، في ظل إعادة "المركزية" من خلال ربط الأندية بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وتأخر صدور إقرار اللائحة الجديدة المفترضة، بعد الحديث عدة أمور في "الانتخابات" السابقة تناولتها الصحافة ووسائل الإعلام الاجتماعي خلال العام الماضي. أتيح لي مؤخرا زيارة منطقتين غاليتين في شمال هذا الوطن العزيز، وهما الحدود الشمالية وتبوك، حيث توجهت بداية مدينة عرعر بدعوة كريمة من نادي الحدود الشمالية الأدبي ممثلا في رئيس مجلس الإدارة الأستاذ ماجد المطلق، لإلقاء محاضرة حول "محو الأمية الإعلامية"، والتي جاءت بعد جاهزية المبنى الجديد للنادي ذي التصميم الفريد الذي يمكن للأندية الأدبية الأخرى الإفادة من الاطلاع على تجربة تأسيسه، كونه يعكس الحاجة الثقافية والوجه الحديث للمنطقة في آن واحد، إذ يحوي قاعة محاضرات متعددة الأغراض، ومسرحا رومانيا مكشوفا، بالإضافة إلى قاعتين للتدريب وورش العمل، ومكتبة للأطفال، ومكتبة حملت اسم الدكتور عبدالعزيز السبيل، وهو الرجل الذي عرفه جميع المثقفين السعوديين بجهوده في الارتقاء بالثقافة السعودية، ويستحق هذا الوفاء بعد انتهاء مهمته الناجحة في وزارة الثقافة، ومكتبة أخرى حملت اسم الأستاذة هناء المغربي، وهي أول امرأة مارست التعليم في منطقة الحدود الشمالية بشكل تطوعي في بيتها الذي قسمته نصفين، لفصول دراسية ولسكن المعلمات، وكانت تجربتها التربوية مبهرة تستحق التخليد والتكريم، ومبادرة من النادي تستحق الشكر والإشادة، وآمل أن تكون هذه الجهود دافعا لثقافة المنطقة إلى مرحلة جديدة من الإبداع الثقافي. الزيارة التالية كانت إلى الشمالي الغربي، حيث منطقة تبوك، بدعوة كريمة من النادي الأدبي بتبوك ممثلا في رئيس مجلس إدارته الدكتور نايف الجهني، للمشاركة بورقة بحثية في ملتقى تبوك الثقافي الخامس (الثقافة والانتماء) من خلال محور "دور الإعلام في الكشف عن صور الانتماء في الإبداع المحلي"، وقد تشرف المشاركون بلقاء الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك الذي يقود المنطقة إلى نهضة ثقافية مهمة، وخلال اللقاء تحدث سموه عن عدة محاور مهمة تتعلق بالثقافة والأدب والمواطنة والوحدة الوطنية، وتتسم الرؤية بدعم الثقافة والمثقفين على مستوى الجنسين، لا فرق، من أجل الارتقاء بالثقافة المجتمعية للمنطقة في إطار انتمائنا الوطني السعودي. وفي الملتقى طرحت العديد من الأوراق والمشاركات في ملتقى تبوك الثقافي (الثقافة والانتماء)، وأعتقد أن النادي وفق في اختيار الموضوع لما له من أهمية، في ظل الظروف الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها المنطقة العربية، وعلى هامش الملتقى قام المشاركون بعدة زيارات للمشروعات الحيوية في تبوك، منها جامعة الأمير فهد بن سلطان الأهلية التي تعتبر نقلة ثقافية وتعليمية مهمة في المنطقة، إلى جانب الجامعة الحكومية (جامعة تبوك) التي تستعد لاستكمال بنيتها التحتية، كما اطلع المشاركون على الخطة الاستراتيجية لأمانة منطقة تبوك التي تمتد سبعة أعوام وتشتمل على تفاصيل في معالجات البنية التحتية. كان ملتقى تبوك الثقافي وطنيا بامتياز، حظي بمشاركة واسعة من الأدباء والمثقفين من مناطق مختلفة، وأتى موضوعه ليكرّس ثقافة الانتماء ويهتم بالكشف عنها أدبيا وإعلاميا، وهذا ما يجعل تكريس العمل الثقافي وتكثيفه ضرورة وطنية لا تتحقق إلا من خلال استقلالية العمل الثقافي وعدم حصر الأندية في العمل الأدبي، خاصة أن الأدب جزء من الثقافة وليس الكل، مما يستلزم ضرورة إعادة مناقشة اللائحة الجديدة حتى لا تقصي عناصر الثقافة الوطنية الأخرى التي تهتم بها الأندية حاليا.