تكشف الأشكال المنحوتة على شواهد القبور العثمانية، بما تحمله من زخارف ونقوش، سيرة ذاتية لتدل على جنس الميت، ومهنته، ومكانته العلمية والاجتماعية. فإذا كان الشاهد مزركشا بالورود يدل ذلك على أنه لامرأة ماتت قبل زواجها، لما يحمله الشاهد من زهور منحنية. أما وجود عمامة على قمة الشاهد فهذا يعني أن الميت رجل، ليس ذلك فحسب فمع اختلاف شكل العمامة تختلف مكانة الميت علمياً واجتماعيا وفكرياً. كما يمكن من خلال الرسوم والنقوش المحفورة على شواهد القبور معرفة المهنة أو الوظيفة الحكومية للراحل، سواء إذا كان موظفاً بدرجة رفيعة في السلطنة العثمانية، أو كان جندياً. كذلك لكل حرفة رمز نقشت على شاهد قبر من كان يمتهنها قبل موته. ورغم اهتمام كثير من الأتراك والسياح الأجانب بهذه المقابر، التي باتت أشبه بالمتاحف العامة، فإن أخطاراً تهدد بقائها، منها الإهمال الحكومي، والتمدد العمراني، أو إحلال أموات اليوم مكان أموات الأمس.