لن أخوض في الفتن فإن لها أبطالا من الشعراء كل منهم يريد المزيد من المال حتى لو صور في شعره أن ولي أمره أفضل من أبي جعفر المنصور، وكما قيل يجوز للشعراء ما لا يجوز لغيرهم.. بمعنى آخر الكل من هؤلاء الشعراء يحاول أن يكون كأبي مسلم الخرساني الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين في خراسان. سأكتفي بسرد التاريخ كما هو وأترك الحكم للقارئ ليحلل هو بطريقته الخاصة أحوال المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص، وهل نحن أمة تستحق أن تتسيد هذا العالم، أم أننا أصبحنا أمة لا تُحترم ويُقتل أبناؤها كل يوم وتشرد أسرهم على أيدي أعدائها؟! قام العباسيون بثورتهم ضد الأمويين وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الكارهين للأمويين بسبب استبعادهم عن مناصب الدولة والمراكز الكبرى واحتفاظ العرب بها..، وقد نقل العباسيون عاصمة الدولة بعد نجاح ثورتهم من دمشق العربية الشامية إلى الكوفة ثم الأنبار قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد العراقية لتكون عاصمة الخلافة الإسلامية والتي ازدهرت طيلة ثلاثة قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها وحاضرة العلوم والفنون لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل. تعددت الأسباب التي أدت لانهيار الدولة العباسية ومنها ظهور حركات شعبوية ودينية مختلفة وكذلك تفضيل الشعوب غير العربية على العرب وتعصب كل فريق لأبنائه ومؤيديه ولم تكن السياسة بعيدة عن هذا المضمار الذي اختلط فيه الحق بالباطل وصار الكل ينادي بإمامة المسلمين. إضاءة: «بغ داد» هي كلمة فارسية مركبة وتعني هبة الله وتعرف اليوم باسم بغداد وقد بناها أبو جعفر المنصور على شكل دائرة، وقد أطلق عليها كذلك مدينة السلام واستمرت حتى تلاطمتها أمواج الطائفية فتغلب فيها الفرس المغول فأذاقوا أهل السنة أشد أنواع التنكيل والقتل والتهجير في ظل غياب تام للأمم المتحدة وأميركا وبريطانيا وما زلنا نعلق آمالاً على عاصفة جديدة تثأر للإسلام والمسلمين وهي قريبة بإذن الله.