حين قرأت في موقع (أرقام) خبر وزارة التجارة عن صدور حكم ابتدائي يقضي بالسجن لمدة عشر سنوات لأحد ممارسي نشاط (الترميش!) المخالف للنظام ، أصابني العجب والاستغراب! فمصطلح (الترميش) جديد ومثير! وأول ماقرأت العنوان حسبته يخص ( التحرّش بالنساء!) أو ما شابه ذلك! ولكن حين قرأت التفاصيل أدركت أن مصطلح (الترميش) هنا يعني جرائم مالية خطيرة ويندرج تحت (الاحتيال المالي) وقد يمتد لغسيل الأموال! ويتلخص مفهوم (الترميش) - حسب الخبر- بالعمل على إغراء السذج بالكسب الكثير والسهل والسريع من خلال أنشطة (مزعومة مجهولة كما يبدو) وذلك نوع من الاحتيال والنصب والتغرير!. قلت: وفي أسواق الأسهم هناك أنواع من (الترميش) ! فمديرو المحافظ غير المرخصين بعضهم يجمع كميات هائلة من أسهم شركة قليلة أسهمها الحرة، ويمارس الترميش مرتين: الأولى بالضغط على السهم حتى يجمع في محافظه ما يريد، والثانية برفع السهم بسرعة كبيرة ومتواصلة بواسطة النجش والتدوير والترميش باللون الأخضر الساحر الذي يغري السُّذج، ومدير المحافظ غير النظامي داخل في الربح سالم من الخسارة! فهو يأخذ من ثلث الربح إلى نصفه! ويشتري ويببع لمن يرجوهم أو يخافهم أولاً، ثم قد يحرق المحافظ التي لا يعبأ بها ويقول: هذا حال السوق! والتجارة شطارة! وربح وخسارة!. قلت: ونأمل من وزارة التجارة الموقرة ووزيرها القوي الأمين تعريف ذلك الاحتيال باسم يكشفه ويناسبه (كالنصب) مثلاً أما مسمى (الترميش) فلم أجد له معنى في هذا المقام، وفوق كل ذي علمٍ عليم.