×
محافظة المنطقة الشرقية

أبناء بر جدة يزورون مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة “الجوهرة”‎

صورة الخبر

خطوط مختلفة ينتمي كل منها لثقافة، شخصية، مدرسة، اتجاه، تعود ل 31 فناناً من مختلف أنحاء العالم، جمعتهم صالة اتحاد كتَّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، ليبدع ويظهر كل منهم حبه للفن، ويشارك الآخرين أفكاره ضمن معرض هنا الفن، الذي يجمع 81 لوحة اختلفت في مضمونها واجتمعت على إثراء المشهد الفني في أبوظبي. تنتمي اللوحات لفناني مجموعة أبوظبي الفنية، المجموعة التي ولدت بغرض إبراز المواهب الفنية الدفينة، ومنح فرصة للمجتمع لاستكشافها، تلك المجموعة التي ولد أول معارضها في نوفمبر- تشرين الثاني العام الماضي، وها هي تثمر فناً في معرضها الثالث الذي يستمر حتى 9 من الشهر المقبل في المسرح الوطني بأبوظبي. لا يحمل المعرض أي ثيمة تجمع بين اللوحات، فهي تجتمع على الفن وتنوع الثقافات، حول ذلك يقول نزار الصالح أحد أعضاء المجموعة ومنسقي المعرض: تضم مجموعة أبوظبي الفنية 40 عضواً من أكثر من 22 دولة، وهذا باعتقادنا يشكل منظومة فنية متكاملة تعبر عن الفن باسم الفن فقط، فهي مجموعة غير ربحية هدفها الاحتفال بالفن ورصد الحركة الفنية في أبوظبي، فبرغم أن لكل منا ثقافته وخطه وأسلوبه الفني، إلا أننا أظهرنا في المعرض قدرتنا على إبراز احتفائنا بالتنوع الثقافي الذي تزخر به العاصمة، فهدفنا الأول هو إبراز الموهوبين واستكشافهم وتسليط الضوء على التنوع في أبوظبي. ويشير الصالح إلى أن تنظيم المعرض ترك لكل فنان حرية التعبير عما يود البوح عنه في مجاله الفني، وهو ما يثري المعرض ويثري عين الزوار، وينوه الصالح بأن المجموعة حظيت بالدعم الوفير من قبل اتحاد كتَّاب وأدباء الإمارات كجهة وحيدة منذ انطلاقتها، من خلال منح المجموعة الفرصة ليس فقط لعرض الأعمال الفنية، بل لتكوين مهرجان للشعر والموسيقى والمسرح لكل فنان يملك موهبتين أو أكثر ليعبر عنها. أبرز ما يميز معرض هنا الفن حرية التعبير، فلكل فنان خطه وموهبته المتفردة التي عبر عنها ودمجها مع فنون غيره من أعضاء المجموعة، وهذا ما بدا واضحاً من خلال مشاركة تشلسي جوي عضو مؤسس للمجموعة، التي عبرت مشاركتها عن نظام الهندسة والعمارة في مدن أمريكا الشمالية معبرّة عن حنينها لدولتها من خلال فنها، وفي ذات الوقت ترمي لاكتشاف ما يمكن اكتشافه من خلال إقامتها في الدولة، أما العضوة المؤسسة للمجموعة كاترينا مولر، فتشير إلى أن المشاركة في المعرض كانت فرصة لها لتعبر عما يجول بخاطرها وفكرها، معتبرة إياه متنفساً حقيقياً وفرصة لم تكن لتحظى بها لولا المعرض والدعم الذي يلاقيه من الاتحاد، مقدمة لوحات تعبيرية تترك للرائي حرية تحليلها وفهمها بطريقته الخاصة. يوكتي أجاروال من الهند، اختارت السعادة والأمل والحياة عنواناً للوحاتها الثلاث التي شاركت بها، وتعرض كذلك لوحات في مركز ديرفيلدز للتسوق بأبوظبي، وحول ذلك تقول: الألوان المنعشة الصارخة والقوية والمفعمة طريقتي للتعبير عن جمال الحياة، وبذلك ابتعدت عن الألوان الداكنة، واخترت للوحاتي أن تنبض بألوانها وتعبر عما أريد التعبير عنه، ولعل ذلك يعود لثقافتنا المفعمة بالألوان الجريئة، التي تقاطعت مع أفكاري فقدمت ما يعبّر عني وعن ثقافتي. اجتمع الفنانون المشاركون على أن بيئة الإمارات أثرت بشكل أو بآخر في لوحاتهم الفنية، سواء كان ذلك في مساحة التعبير الممنوحة لهم، أو المناخ الثقافي الخصب الذي يوفر فرصة لكن فنان هاو أو محترف فرصة الظهور والتعبير عما يملك من أفكار فنية، وحتى في دمج ثقافته وفنونه مع ثقافة الدولة، ما حدا بالكثير منهم لتجسيد تراث الإمارات وطبيعة الدولة بشكل خالص، وهذا ما كشفت عنه سهى سلطان من مصر، التي تشارك بثلاث لوحات طبيعية عناوينها، الخريف، أمواج، سيدة الشاطئ، كما تشارك في معرض مركز ديرفيلدز بلوحتين تراثيتين، وتقول: أتاح لي المعرض تقديم لوحاتي لعامة الناس، خاصة أنها تشترك مع عدة لوحات من ثقافات مختلفة، مما يبرز التنوع وجمال الاختلاف، فلكل منا أسلوبه وثقافته، وسلطان خريجة كلية الفنون الجميلة في مصر، وبدأت الرسم في الدولة منذ أربع سنوات. تشاركها الفنانة عبير طبارة لبنان- الأردن التي تجزم أن البيئة لا بد أن تلقي بظلالها على الفنان وما يعبر عنه من خلال لوحاته، مؤكدة أن الفنانين يترقبون افتتاح متاحف المنطقة الثقافية في السعديات، حيث سيكون لها بالغ الأثر في الحركة الثقافية والفنية، التي بدأت منذ فترة ، وها هي اليوم في ازدياد من خلال المعارض الفنية التي تقام تباعاً من دون توقف، وتشير طبارة إلى مشاركتها بلوحتين، الأولى تحمل عنوان فرصة وتعبر عن مجيء الفرصة المباغت أحياناً مصورةً إياها بالرجل المارق ذي الظلال الشاردة مجسدة بريشة الفنانة، أما الأخرى فتحمل أكثر من رمز ، فهي تارة الخداع مغلف بالحقيقة وتارة البشارة متجسدة بالطاووس والباب رمز للبداية، فلوحات طبارة تجسد الواقعية الرمزية في أسلوبها. نايلة حميدان من لبنان، تشارك في لوحة واحدة لكنها حاولت تجسيد التوازن، توازن الحياة والألوان لمن يشاهد اللوحة، فبالرغم من كثرة الألوان إلا أنها ستوحي للرائي بالتوازن ولن تشتته. ومن الأفكار التي استخدمتها حميدان للتوازن استخدام الألوان الكثيرة لكن الداكنة، وجعل مركز اللوحة بالأبيض والأسود، وتشير حميدان إلى ان البيئة الفنية في الإمارات أتاحت لها بشكل كبير ممارسة الرسم، حيث وفرت لها الراحة النفسية والوقت وإمكانية العرض، فضلاً عن تجسيدها التراث الإماراتي والطبيعة من خلال لوحات عدة شاركت بها سابقاً. وبأربع لوحات تشارك سهير فاخوري من الأردن، عنونتها: الغريزة العمياء، الزهرية الكبرى، الحياة المفعمة، وتتميز لوحات فاخوري بواقعيتها وروحها السحرية، فكل لوحة منها تحمل أبعاداً عدة تمنح الفرصة للرائي لتحفيز خياله وتتبع ما ترنو إليه اللوحة، فخطوط فاخوري تتماهى مع بعضها بعضاً لتشكل لوحات ذات ضبابية لكن في نفس الوقت انسيابية.