افتتح صاحب السمو الملكي معتصم بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود مساء يوم الأربعاء الماضي المعرض الشخصي للفنان التشكيلي نايل ياسين الملا الذي أقيم بجاليري حوار بالرياض وحمل عنوان "تقاسيم شرقية" ويستمر حتى منتصف الشهر المقبل. حول هذا المعرض يقول التشكيلي نايل ملا: "حين أعرض" تقاسيم شرقية "بجاليري حوار" بالعاصمة الرياض، وبعد أن قدمت معرضي الاستيعادي بجاليري "روشان" بمدينة جدة، فإن هذين المعرضين يمثلان لي منعطفا وتحولا مهما في مسيرتي وحياتي التشكيلية، سيما أنني لم أقم سوى معرضاً شخصياً واحداً طوال هذه المسيرة الفنية، ولكون انك تعرض في جاليري "حوار" وهو الذي بات من أهم الجاليريهات في العالم العربي. نظمُ اللون أو تقاسيمه الناقد اللبناني د. شربل داغر يرى أن أعمال نايل خليط في هيئة واحدة. نسيج بما يجمع الخيوط المختلفة والملونة، ما يفتح التجربة الإنسانية مثل التجربة التشكيلية على صيغ متنوعة من الواحد والمختلف، وهو ما يمكن للناظر أن يستقريه في متابعة أعمال ملا المختلفة، فهي أعمال تقوم على ثنائية مولدة للفن، تجمع بين عنصرين متناقضين أو متنابذين، إلا أنهما يولدان بما قد يجمعهما ويباعد بينهما حيوية الفن، بل وتره المشدود. ويضيف د. شربل :" ففي فن نايل ملا تقوم صيغة الفن على الجمع المتنافر والمتفاعل بين عنصري الصدفة والتصميم، طالما أن اللوحة عنده تجمع في طريقة تأليفها بين عنصر محسوب، مطلوب، مثل الإلحاح على المربع، على سبيل المثال، وبين عنصر المعالجة القلقة و"العصبية" لضربة اللون، بما يجعل اللوحة ذات هيئة مستقرة ومتوترة في آن، وهو ما يمكن قوله في الحديث عن عنصري الصيغة والخروج عليها، في لوحة ملا، إذ انها تطلب نسقاً في شد العلامات بعضها إلى بعض، وتطلب كذلك من اليد الملونة - الراسمة أن تعمل في مواضع في اللوحة بما يبدد أو يعطل موضعياً مثل هذه النسقية المطردة. وهو جمعّ - لو جرى التأمل فيه ملياً - يظهر جمالية السطر (العربي، في عهده الإسلامي) على أنها لا تقع في تتابعه المنتظم وحسب، وإنما تقع أيضاً في ما يقع فوق السطر وتحته وحواليه". الجدير بالذكر أن نايل ملا من مواليد مكة المكرمة 1957م ويحمل درجة بكالوريوس آداب قسم إعلام من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1980م وهو موظف متقاعد من الخطوط السعودية ومتفرغ للفن. وله عدد من المشاركات المحلية والدولية وحاز على عدد من الجوائز العالمية أبرزها حصوله على ميدالية تكريمية من ترينالي القاهرة الدولي الثالث للجرافيك عام 1999م. وحصل على جائزة العمل الإبداعي المتميز (حتحور) ببينالي القاهرة الدولي التاسع، كأهم جائزة دولية يحصل عليها عام 2003م، كما حصل على الجائزة الشرفية من بينالي طهران الدولي للفنون الإسلامية عام 2005م.