تتعدى قصص التسوق في مولات الإمارات، كما في باقي البلدان قصص الشراء التقليدية إلى مصادفات غريبة، ولقاءات للأصدقاء ومعارف فرقت بينهم الحياة لسنين، وجمعتهم صدفة في رواق مول تجاري، فيما يرتبط آخرون بالمولات ارتباطاً وثيقاً باعتبارها المتنفس الأهم لهم ولعائلاتهم. أما شكوى الجميع فهي أن المولات سلاح ذو حدين، وباب واسع لزيادة الإنفاق. «سيدتي» استطلعت آراء العديد من أفراد الجمهور الإماراتي حول التسوق في المولات، ما الممتع فيها؟ ولماذا يختارها الكثيرون بديلاً عن أماكن ترفيهية أخرى، من حدائق ومطاعم ومراكز تسلية؟ متعة وتسوق قالت شهد منصور«33 سنة»: إنها لا تنظر إلى المول على أنه مكان مخصص للتسوق فقط، وإنما هو مكان عام للقاء الأصدقاء والعائلات، وقضاء الوقت، وروت كيف التقت صديقتها بالصدفة بعيد غياب دام 5 سنوات: «كانت صدفة جميلة، وبعد أن التقينا في المول لم نفترق إلى اليوم». سلاح ذو حدين بينما ترى مروة محمد «27 سنة»، أن التسوق في المول سيف ذو حدين، فهو من جهة مكان مناسب للأولاد للتسلية وقضاء وقت ممتع، إلا أنه مكلف مادياً ولاسيما أن الأطفال يتعلقون بالعديد من الأشياء المعروضة، سواء من الألعاب أو الأطعمة، كما يصعب السيطرة عليهم بسبب اندفاعهم بالحركة والركض، مما يشكل خطورة عليهم خاصة على السلالم الكهربائية، فيتوجب على الأم أو الأهل بشكل عام التركيز والانتباه جيداً على أبنائهم، وكانت مروة من المحبين لقضاء كثير من الوقت في المراكز التجارية، مما عرضها في مرة لموقع محرج، اعترفت به لـ«سيدتي» قائلة: أخبرت زوجي أني ذاهبة مع الأولاد لزيارة صديقتي، لكني أنهيت زيارتي مسرعة وذهبت لمركز التسوق لأفاجأ بزوجي هناك، الذي قال لي متسائلاً: ألم تقولي إنك ستقضين الوقت عند صديقتك؟!. مصروف أكثر ويؤيد علي جمعة، «54 سنة»، بأن المولات تجعلنا نصرف أكثر قائلاً: «العروض والتخفيضات التي تستهوي أفراد الجمهور هي بالحقيقة أفخاخ للزبائن لدفعهم للشراء أكثر، مما يحقق المعادلة الصعبة بزيادة القوة الشرائية»، ويشير إلى أنه من الصعب جداً تحديد مبلغ مالي معين والالتزام به؛ لأن العديد من المفاجآت تقابل المتسوق سواء كان عرضاً جديداً أو مستلزمات مهمة وخاصة بالنسبة للعائلات الكبيرة، وعن موقف طريف حدث معه أخبرنا ضاحكاً: «نذهب عادة مع عائلات أصدقائنا إلى المول للتسوق، وتناول الطعام والترفيه بشكل عام، وفي إحدى المرات عقدنا تحدياً جماعياً لمن يستطيع أن يذهب إلى «المول» ويخرج بدون شراء أي شيء، وهو الأمر الذي لم يحدث أبداً، فالعائلات جميعها قامت بشراء حاجيات متنوعة». مكان لضياع الأطفال وحدثنا علي جمعة بأن نشاط الأولاد يتضاعف في المولات، مما يتطلب جهداً إضافياً بمتابعتهم والحفاظ عليهم، كونها أماكن مغلقة وفيها العديد من السلالم الكهربائية، كما أنها تعج بأفراد الجمهور، مما يجعل ضياعهم بسبب انشغالهم باللعب أمراً في غاية السهولة، وهو ما حصل معهم عندما فقدت ابنة صديقه، وقاموا بالبحث عنها مدة ساعتين، وبمساعدة الأمن في المول والذي تعرف عليها بعد ساعتين من البحث، ليتم العثور عليها جالسة بالقرب من طاولة تابعة لعروض السكاكر، وتجذب مجموعة من الأطفال لتذوق مختلف أنواع السكاكر؛ بهدف الترويج لها، وكانت الطفلة منهمكة بالتذوق واللعب مع الأطفال والشخصيات الكرتونية المشاركة بالعرض. مولات خمس نجوم أما محمود وزوجته غنى أومري «28 سنة»، فيجدان التسوق بالمولات متعة كبيرة، ولاسيما بأنها مخدومة بجميع الخدمات الأساسية، من حمامات واسعة ونظيفة، وأماكن للصلاة، وقالت غنى: إن من المواقف الطريفة ما حدث في ليلة رأس السنة بدبي مول، حيث امتدت طوابير الجمهور عند الحمامات إلى منتصف المول، رغم كثرة الحمامات وسعتها إلا أن الجمهور كان بأعداد هائلة، ويتابع زوجها محمود أومري: إن شراء مستلزمات الأسرة الرئيسة غالباً ما يكون من محلات وأماكن معينة خارج المول، فيما يتم الإقبال على تسوق الألبسة والعطور من أماكن محددة في المول أسعارها منافسة للمحلات بالخارج، كما أن هناك العديد من العروض والتخفيضات المناسبة. مشكلة المواقف وأضاف أومري: إن مواقف السيارات تعتبر عالماً آخر لا يقل ضخامة واتساعاً عن المول نفسه، وهو من الأمور الضرورية للغاية، والتي يتم أخذها بعين الاعتبار في حال رغبنا بالتوجه إلى مول معين، ولاسيما في أيام العطلات الأسبوعية والرسمية، كونها تكون مزدحمة، لدرجة أنه قد لا يجد أي موقف فارغ، ومن جهة أخرى قد لا ينتبه الزائر لمكان إيقاف سيارته بالتحديد؛ ظناً منه أن إيجادها أمر سهل، ويتابع بأنه أوقف سيارته في مول الإمارات ولم ينتبه لرقم الموقف، وبقي يبحث عنها مدة 3 ساعات قبل أن يفقد الأمل في إيجادها ويعود أدراجه في تكسي، ومن ثم يعود مع صديقه في اليوم التالي ويقومان بالبحث في جميع طوابق المواقف وفي الصباح الباكر حيث لا تكون مزدحمة، ويشاركه الرأي علي رضا، «30 سنة»، والذي تعرض لموقف مشابه ومحرج عندما بحث عن سيارته في دبي مول لمدة 4 ساعات قبل أن يجدها بمساعدة أحد رجال الأمن في مول آخر، ويقول العديد من الأشخاص يتعرضون لمواقف مشابهة؛ بسبب كبر حجم المواقف وتشابهها. وعن التسوق في المول قال: إنه يذهب كالعادة إلى المول بهدف الترفيه وذلك لمشاهدة السينما أو تناول الطعام، وفي حال رغب بالتسوق فإنه يذهب إلى أماكن محددة، ويشتري احتياجاته فقط، ولا يقوم بالتنقل كثيراً بين المحلات، أو الاطلاع على العروض وغيرها، وأما طارق حنوني، «17 سنة»، فيذهب ورفاقه إلى المول بهدف الترفيه، كمشاهدة فيلم معين في السينما، أو الذهاب إلى المطاعم فقط. حاجات لا يمكن الاستغناء عنها أكدت أخصائية الطب النفسي فاطمة السجواني، أن التسوق هو أحد الحاجات الإنسانية التي لا يمكن الاستغناء عنها، بوصفه عملية اقتصادية اجتماعية تلبي الحاجات الإنسانية والاجتماعية، ومع تطور المجتمعات وظهور مراكز التسوق الكبيرة تحولت هذه العملية من كونها مقصورة على الحاجات الضرورية إلى عادة ترفيهية، وتحولت إلى أحد أهم أماكن الترفيه التي تلجأ إليها العائلات والشباب؛ لقضاء أوقات خاصة، من تناول الوجبات الغذائية وارتياد المقاهي الموجودة، ولاسيما في البلدان التي تمتاز بارتفاع درجات الحرارة، فأصبح الناس يلجأون إلى المولات كجزء من حياتهم الاجتماعية، وتابعت بأن بعض الشخصيات تصاب بحالة من حب التملك والرغبة في التسوق الدائم كجزء من إثبات الذات، التي تؤدي إلى الإدمان على التسوق والإنفاق. نصائح للتسوق: وضع خطة قبل الذهاب للتسوق. محاصرة الذات بمحددات تتعلق بالقدرة الشرائية من الناحية المادية. التقيد بمبالغ مالي معين. عدم اصطحاب بطاقة الائتمان إلى المول.