أكد حمزة نجل أسامة ابن لادن في رسائله إلى والده الذي كان يعيش معزولاً في باكستان، أنه "كان راغباً في الانضمام إلى هذا "التنظيم المسؤول عن اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001"،وفق ما ذكرت صحيفة الحياة اليوم الخميس (21 مايو / أيار 2015). لكن حمزة الذي كان يبلغ من العمر حينذاك 22 عاماً، لم يكن مجنداً عادياً، إذ كان الابن المفضل لأسامة ابن لادن الذي كان يريد أن يجعل منه وريثه على رأس "تنظيم القاعدة"، كما تفيد وثائق رفعت السرية عنها وتمت مصادرتها خلال هجوم القوات الأميركية الخاصة التي قتلت بن لادن في أيار(مايو) في العام 2011 في مدينة ابوت اباد الباكستانية. وكشفت "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" (سي آي اي) عن أكثر من 100 وثيقة، من بينها رسالتان من حمزة إلى والده ورسالة من والدته تدعوه إلى "السير على خطى" والده، ومراسلات بين قادة "التنظيم" تشير إلى رغبة الشاب في العمل على غرار والده. وتلقي هذه الوثائق الضوء على "تنظيم القاعدة" من الداخل وطريقة عمله والنقاش الذي كان يدور في شأن مستقبله في حال اختفى زعيمه. ومن غير المعروف ما إذا كان حمزة الذي وصفه نائب بريطاني بـ "ولي عهد الرعب" ويبلغ من العمر اليوم 27 عاماً كان موجوداً في باكستان عند وقوع الهجوم على والده. وقال مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية انه لم يظهر في أي تسجيل فيديو منذ سنوات ومكان وجوده مجهول. وتتحدث الوثائق عن شاب يصف نفسه بأنه "صلب مثل الفولاذ" ومستعد للالتحاق بوالده وصولاً إلى "النصر أو الشهادة"، كما تكشف كيف كان قادة "القاعدة" يسعون لإيصاله إلى مخبأ والده. وكتب حمزة في تموز (يوليو) من العام 2009 عندما كان في الإقامة الجبرية في إيران ان "ما يحزنني فعلاً هو أن كتائب المجاهدين تتحرك وأنا لم التحق بها"، وفق ترجمة إنكليزية لرسالته. وتعذر التحقق من مصدر مستقل من مصدر هذه الوثائق ودقة الترجمة. وأضاف: "أخاف أن أمضي شبابي وراء القضبان"، وتابع: "أبي العزيز، أعلن لك أنني على غرار آخرين، سنسلك بمشيئة الله الطريق نفسه طريق الجهاد". ويصف حمزة الذي لم يكن التقى آنذاك والده الهارب منذ ثمانية أعوام "آلام الفراق" في سن الـ 13 والأمل برؤيته من جديد. ويقول: "قلت لنا إلى اللقاء ورحلنا. كما لو أنه كبدنا انتزع وبقي هناك". ويُشتبه بأن حمزة قام بعمليات إرهابية وشارك في تسجيلات مصورة دعائية منذ سن المراهقة. ويقول المسؤولون الأميركيون إن الوثائق التي تمت مصادرتها تكشف "الثمن الهائل" لعمليات مكافحة الإرهاب الذي دفعه "التنظيم"، وخصوصاً عجزه عن العثور على قادة جدد بدلاً من الذين فقدهم. وقال محلل رفيع المستوى، طالباً عدم كشف هويته، ان "ابن لادن تنبه قبل مقتله لهذا الخطر وكان يريد استقدام ابنه حمزة إلى مخبئه في ابوت اباد لإعداده لخلافته". وكتب القيادي في "التنظيم" عطية عبد الرحمن لابن لادن في الخامس من نيسان (ابريل) اي قبل شهر من مقتله رسالة أدرج فيها ثلاث إمكانات تتعلق بحمزة الذي كان قد سُمح له للتو بمغادرة منزله في إيران. وكتب عبد الرحمن باسم مستعار، هو محمود، أن "الأقل خطراً والأكثر سهولة" هو تمريره عبر ولاية بلوشستان الباكستانية على حدود إيران. وأضاف أنه في انتظار تحقيق ذلك، موضحاً أنه مكن عبد الرحمن حمزة من "التدرب على استخدام المتفجرات"، ووعد بتدريبه على استخدام مختلف أنواع الاسلحة، مؤكداً أن الشاب "ودود وطيب". وبعدما اُعدت الخطة، كتب خالد شقيق حمزة ان أخاه سيستخدم هوية مزورة وشهادة قيادة مزورة ليسافر براً عبر بلوشستان.