أثـــناء تـنــقل الــمــشــاهــد بين البرامج الـــريــاضيــة المـخـصـصـة لـــــلـــــــدوري السعــودي، ينــدهش من مستوى الطرح التلفزيوني التي تتضمنه تلك البرامج، إذ تتحول إلى ساحة عراك لفظي بين الضيوف لا يرقى لأن يظهر على الشاشة ويتابعه الملايين. وتدحرجت كرة النقد الرياضي التلفزيوني في السعودية إلى مستوى متدنٍ من النقاش، لا يقدم الفائدة للمشاهد بل يزيد من الاحتقان والتعصب بين مشجعي الأندية في المملكة، وهذا ما ظهرت نتائجه على الشارع الرياضي السعودي. وآخر «شطحات» ضيوف البرامج الرياضية لدينا، ضيفٌ «متعصب» لفريقه يصف زملاءه الإعلاميين بـ «دواعش الرياضة»، وسبق أن تطاول على مسؤولين في الرياضة السعودية، متجاهلاً قيمة المكان الذي يظهر منه للملأ، والفئة التي تشاهده، وغالبيتها من صغار السن. النقد الرياضي التلفزيوني لا يخضع لمعايير وخبرات في البرامج السعودية، بل يعتمد على نسبة التعصب لدى الضيوف، فأصبحنا نرى ونسمع من أشخاص يقال إنهم نقاد رياضيون، ومع الأسف هم «مشجعو أندية» لا أكثر، عبارات التخوين والدخول في ذمم الآخرين ونياتهم، والتحريض على اتحاد الكرة، حتى أضحى المشجع يردد عباراتهم المسيئة للرياضة وللأخلاق. هناك نقاد يتصفون بالحياد والرقي في الطرح، لكن بعض القائمين على البرامج يفضلون المشجعين «المشهورين» على المهنــييـن، ما جعل المنبر الرياضي الفضائي متاحاً لكل من رفع صوته وانتقص من غيره، بهدف البحث عن مشاهدين لا يفرقون بين الناقد الحقيقي والفاقد للمهنية. الحلول لمشكلة التعصب الرياضي التي انتقلت من المدرج والشارع إلى الفضاء تكمن في تغيير خريطة البرامج الرياضية، ومنع المتعصبين للأندية من الظهور التلفزيوني، بمعنى أن لا يُفصح الضيف عن ميوله الرياضية، ولا يتطرق إلى أمور خارج الملعب، بل يقدم خبرته الكروية في ما يجري أثناء المباراة، وليس الاعتماد على استفزاز جمهور الفرق المنافسة لناديه.