×
محافظة حائل

سماء غائمة جزئياً إلى غائمة على جنوب غرب ووسط وشرق المملكة

صورة الخبر

من السهل جداً أن يركب الإنسان موجة الفرح التي تنتاب الآن كل من ينتمي إلى أسرة نادي الشباب، بعد تأهل الفريق إلى المباراة النهائية لكأس الأندية الخليجية، لكنني مع سبق الإصرار لن أركب هذه الموجة، ليس لأنني ـ لا سمح الله ـ كارهاً للفرح أو التأهل، فلا هذا ولا ذاك، لكنها حاسة الخوف من العدو الأول لتحقيق الإنجازات الكبرى، والعدو الأول أعني به الثقة الزائدة، أو التصور الخاطئ بالتفوق والاستسهال! ربما تقول لي من أين لك هذا؟ من الذي قال؟ ومن الذي اعتقد أن طريق البطولة مفروشاً بالورود؟! والإجابة حاضرة، لم يقل أحد، لكن مثل هذه الأمور تتسرب لا إرادياً إلى نفوس اللاعبين وتلتصق، وربما يصل الأمر أحياناً أنك لا تستطيع انتزاعها بالكلمات أو النصائح ! الشباب سبق له اللقاء مع فريق السيب العماني في مرحلة المجموعات وفاز عليه ذهاباً بالثلاثة وإياباً بالأربعة، وهذا في حد ذاته يكفي للشعور بالتفوق، وهو شعور خادع هكذا علمتنا التجارب والحياة! هذا الفريق نفسه بالمناسبة، هو الذي تفوق على الريان القطري في الدور نصف النهائي الحاسم، ونجح في التأهل للمباراة النهائية بعد مباراتين وليس مباراة واحدة، يعني تأهل عن جدارة !! إذا كان السيب العماني قد خسر من الشباب بمسقط في الأدوار التمهيدية، فإن النهائي يختلف في مضمونه ومعناه، والأرض هنا عامل مهم شئنا أم أبينا! لا أقصد بكل ما تقدم تخويف الشباب، بل تحذيره، أؤمن دونما أدنى شك أن الفريق الإماراتي هو الأقوى وهو الأقدر، وشخصياً لا أخاف عليه من السيب العماني ولا من ملعبه ولا من جمهوره، رغم أهمية ذلك، لكني أخاف عليه من نفسه ! نعم أخاف على الشباب من الشباب !! جميل جداً أن تصل لنهائي بطولة، والبطولة في تقديري بطولة، ولا أحد يملك التهوين من الخليجية، فهو لقب خارجي له تقديره وله فرحته، ونحن لازلنا حتى الآن نذكر للشباب بكل الخير أنه أول من أهدى خزينة الإمارات هذا اللقب في العام 1992، نعم جميل أن تصل للنهائي والأجمل أن تحققه وتكمل فرحتك، لكن عندما يحدث العكس، لا قدر الله، تنقلب الأمور رأساً على عقب!! هذه البطولة نفسها هي التي كانت وراء تفنيش مارادونا من الوصل، أيامها فاز الوصل على الرفاع في البحرين بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة الذهاب، وبدأت الأفراح والليالي الملاح قبل مباراة العودة، ولم يكن أحد يتصور أن يخسر الوصل بنفس النتيجة على ملعبه، ثم يخسر ركلات الجزاء هي الأخرى، وكان ذلك كله بسبب الثقة الزائدة، واعتقاد خادع بأن المهمة قد انتهت في البحرين، فإذا بها تنقلب في دبي وراح فيها مارادونا !! كلمات أخيرة ** الشباب أمامه مباراة مهمة في الكأس قبل أن يذهب إلى السيب، وتحقيق الإنجازات يحتاج إلى الجدية والثبات لا سيما في الخواتيم، فأي تهاون أو استسهال قد تدفع ثمنه على الفور ! ** بصراحة النصر لا يستحق فقد كان في مكان آخر غير الملعب في الشوط الأول، وهو في حاجة لإعادة نظر في الكثير من لاعبيه المحليين والمحترفين، التجديد للمدرب قرار صائب، لكن الأهم الأدوات ! ** قلت كلماتي السابقة للشباب ليس من باب المنفر بل من باب المبشر، وصديقك من صدقك وحذرك، ومصيرك في يديك !