×
محافظة المنطقة الشرقية

27 مليوناً لمشاريع السلامة المرورية

صورة الخبر

إذا كنت تعيش في بلد عدد سكانه فوق التسعين مليوناً مثل مصر، فلا بد لك من فرقة تسمى فرقة إعدام الكآبة واليأس، ليس في مصر فقط، بل في كل العالم، إنما مصر ولادة صنّاع الضحك بامتياز، واسمّي هؤلاء عطر البلد، ومنهم الكوميدي الأبوي حسن مصطفى الذي ترجّل أمس الأول من قطار الفكاهة. ترتبط صورة حسن مصطفى بمسرحية مدرسة المشاغبين وشقاوة يونس شلبي وسعيد صالح وذكاء بل مكر عادل إمام، وصلابة سهير البابلي، أما أحمد زكي فكان الولد الرصين والهادئ الوحيد بين هؤلاء الطلبة الصاخبين المناكفين لمدير المدرسة الصبور حسن مصطفى، وفعلاً لم تكن الكوميديا هي قماشة أحمد زكي الذي ملأ الشاشة المصرية بأفلام سينمائية اجتماعية سياسية على درجة كبيرة من الوفاء الأدبي الأخلاقي للفن السابع، وعرف الرجل مكانه في هذا الفن، بل، وملأ مكانه بثقافة سينمائية أنيقة. مسرحية مدرسة المشاغبين بناظرها حسن مصطفى كانت بمثابة انفجار فكاهي في مصر. كان أول عرض لها بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 بحوالي أسبوعين فقط، فهل كان على العربي أن يضحك في زمن الحرب؟ أم أنها صدفة في العرض المسرحي الذي استمر على خشبة المسرح يومياً إلى أكثر من خمس سنوات وبشكل يومي. لم ينقطع سيل الضحك والفكاهة العارمة. هذا السيل امتد من المحيط إلى الخليج، وصحيح أن المسرحية تقوم على مجموعة من الطلبة في مدرسة مشاغبة وتطال في فكاهتها شيئاً من الثقافة السائدة بين المدرّسين، ولكن العرض في جوهره الحقيقي هو كوميدي لا أكثر ولا أقل، ولذلك طالب آنذاك، أي في أيام عرض المسرحية ، أحد أعضاء مجلس الشعب المصري بإيقاف المسرحية، والحقيقة أن المدرسين والطلبة والنظّار، والشعب كله كان يضحك من باب الكوميديا ومن باب الروح المرحة الذكية المعروفة عن الشعب المصري. في مسرحية العيال كبرت يبدو حسن مصطفى عموداً للعرض الكوميدي أيضاً إلى جانب الفريق المشاغب إياه، ولكن هذه المرة دخلت كريمة مختار على خط الكوميديا صاحبة الأدوار الأمومية الدافئة. حسن مصطفى الذي لعب أدواراً اجتماعية أيضاً، وجسّد شخصية الفلاح المصري الغلبان ولكن الشهم.. هو جزء حميم من الذاكرة الفنية العربية.. ملأ حياتنا بالتفاؤل وخفة الدم، وهو أحد زعماء فرقة إعدام التشاؤم، في زمن متشائل.. فيه القليل من التفاؤل.