في عالم الدبلوماسية، يكثر الكذب، ويُمارس تحت شعارات برّاقة متنوّعة. لكنه في الغالب لا يُلجأ إليه إلاَّ عند الضرورات، ومن أهمها الخطب الرنانة، والإجابة عن الأسئلة الصحفية (المحرجة) أحيانًا. فمثلاً عندما يلقي الرئيس الأمريكي خطابه السنوي المعتاد عن (حالة الاتحاد)، والمقصود به اتحاد الولايات الخمسين، فإنّه يستعرض مجمل القضايا المحلية والدولية، متباهيًا بإنجازاته ونجاحاته. وعندها يمرّ مضطرًا على الحالة الديمقراطية حول العالم، فيضطر للكذب، زاعمًا أن بلاده تساعد شعوب العالم على استنشاق الحرية، ولفظ الظلمة، وغيرها من الترهات المعلومة بالضرورة. لكن المؤسف حقًّا أن يمارس (معمم) باسم الدين هذا الكذب البواح صباح مساء، بمناسبة ودون مناسبة؛ لأنه لا دمَ له يُراق، ولا وجه له يحمر. بئس المطية امتطاء الدين زورًا وبهتانًا. وهذا خامنئي (المعمم) المعروف والمحتال المصفوق يرعد ويزبد حتى في خطب الجمعة، ومن فوق منابر صُممت أصلاً لنشر مبادئ الحق، ومكارم الأخلاق، وفضائل الممارسات، ومنها الصدق تحديدًا، ذلك أن الصدق يهدي إلى البر، والبر أساس الخير كله. هذا الآية السوداء، والحجة الشوهاء في آخر خطبه الجوفاء يعلن عن عزم بلاده مساعدة كل الشعوب المقهورة على التخلّص من الظلم الذي ينالها من حكامها الظلمة، فهذه شعوب حسب فهمه السقيم تواجه جاهلية حديثة أخطر من الجاهلية الأولى بمئات المرّات. أمّا هذه الشعوب فهي فلسطين، والبحرين، واليمن بعد عاصفة الحزم فقط، أمّا قبلها فكان واحة أمن واطمئنان طالما هي في قبضة الحوثي الفاجر العبد المطيع للسيد الغادر الفاجر في قم وطهران. هذه الوجوه الكالحة تكذب بصفاقة، وبكل قبح وبجاحة، وهذه الألسن التي مردت على الكذب والبهتان لا تجيب على استغاثات الشعوب في العراق وسوريا. وكأنها شعوب ضالة بأكملها، لا تفقه من معاني الحرية شيئًا لأنها فقط لفظت الدمى المتحركة التي تسيرها الدولة الصفوية المجوسية في طهران على هدى من ضلالات الفقهاء المنحرفين في قم. لقد كان في الجاهلية الأولى رجال أصدق منك يا أيُّها الخبيث المعمم، أبوا الظلم، وتصدّوا للظالمين حتى أنهم تعاهدوا في حلف (الفضول) على التصدّي لكل الظلمة من أمثالك وأشباهك salem_sahab@hotmail.com