جاء «إعلان الرياض» لإنقاذ اليمن كصورة تعكس قدرة المملكة في طرح رؤية دستورية وتنموية لليمن، كما حدث في «اتفاق الطائف» الذي كان التعديل الدستوري للبنان والذي ساهم بشكل أساسي في إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية. اليوم تضع الرياض خطوطاً عريضة للدولة اليمنية الحديثة من أجل الاستقرار والتنمية، وكانت كلمة خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- وافية بتوضيح الرؤية السعودية لاستقرار اليمن الشقيق في فترة وصفها بأنها منعطف تاريخي للمنطقة بأكملها.. ذكر خادم الحرمين -حفظه الله- بأن المملكة تدخلت بطلب من الرئيس اليمني، وأن ما نتطلع له هو استقرار اليمن ونموّه المستقبلي، وسوف نستمر بدعم وإغاثة الشعب اليمني.. وكانت كلمة خادم الحرمين هي وعود لإعطاء المؤتمر الثقة لجميع أطياف القوة اليمنية والتي نتمنى تجاوبها كي يتحول الصراع الداخلي إلى وفاق جديد يقوم على مبدأ المصلحة العامة وليس مراكز القوة والضغط واستغلال الحاجات الإنسانية أو الاستيلاء على الثروات العامة.. لذلك شدّد مؤتمر الرياض على وضع استراتيجية وطنية لمحاربة العنف ومحاسبة المتورطين بالانقلاب، وبناء دولة مدنية اتحادية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي لليمن، وإطلاق مصالحة عامة، والعمل على التنمية والحوار الوطني، وتأمين منطقة آمنة لتكون نواة التقارب ومركز الدعم الإنساني.. المملكة ودول التحالف معركتها ليست ضد الحوثيين في اليمن بقدر ما هي ضد عدم الاستقرار وتماسك اليمن.. ومؤتمر الرياض يؤكد ذلك، وما جاء في بيان الرياض يعد سلاحاً دبلوماسياً ضد الحوثيين لا يقل عن السلاح العسكري.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net