الانتظار أمام محيط المدارس.. يعني مفاجأة غير سارة، فالأب الذي يتأخر في الوصول والمدرسة التي تسمح للطالب في الخروج يتحملان سويا مسؤولية دماء مهدرة بفعل سيارات مجنونة قطفت وتقطف أرواحا صغيرة بريئة وضعتها الصدفة أمام بوابات المدارس في انتظار آباء ربما تأخروا عن المجيء بسبب «الزحمة» و«المشغولية» وكلها أعذار باتت مفهومة ويدركها الناس. ما إن ينتهي الدوام الرسمي للمدارس حتى يخرج الطلاب إلى الشوارع القريبة يتسلقون الجدران، ويدخلون في لهو بريء بين كر وفر وسط المركبات العابرة، وبعضهم يتسللون إلى الأزقة.. ويأتي السؤال حادا: من المسؤول؟. يجيب على السؤال محمد إسماعيل ولي أمر طالب وطالبة بأن مدارس البنات تخصص معلمات لمراقبة وضبط انصراف الطالبات من المدرسة حتى مغادرة آخر طالبة، وهذا تصرف جميل ومطلوب، لكن الذي يحدث في مدارس البنين غير ذلك تماما فالمعلم الذي ينهي حصته ينصرف مسرعا دون اكتراث بطلابه ومصيرهم، ولهذا تبدو المظاهر اليومية من مشاجرات الطلاب وتسكعهم في خارج الأسوار. والمطلوب أن تضع إدارات المدارس معايير صارمة لخروج الطلاب وضمان وصولهم آمنين إلى منازلهم، فليس كل الطلاب لديهم إمكانات أو وسيلة توصلهم إلى بيوتهم. ويتفق محمد إسماعيل مع الرأي السابق في الثناء على إجراءات مدارس البنات، لكن سالم خلاقي لا يرى حلا قريبا ويوجه الانتقاد الحاد إلى بعض إدارات مدارس البنين خصوصا الابتدائية التي تترك طلابها هكذا وكأن أمرهم لا يعنيها والواجب على المدرسة تخصيص مشرف على الأقل في كل يوم على ألا يخرج الطالب من مبنى مدرسته إلا بحضور ولي أمره. لسنا مسؤولين على ذات السياق، يتحدث عصام الأهدل ويفيد أنه ناقش الأمر مع أحد المعلمين واتضح له من إفادة المعلم أن الطالب ليس من مسؤولية المدرسة بعد مغادرته المبنى ويجب على كل طالب إدراك ذلك تماما وعدم المغادرة إلا بعد وصول ولي أمره ولا عذر في التأخير في هذا الشأن ويرى الأهدل أن الحل يكمن في توفير حافلات للمدارس الحكومية. من جانبه، يحمل المشرف التربوي سامي المالكي الأسر مسؤولية خروج أبنائهم بعد الدوام المدرسي إلى الشوارع والأزقة، مؤكدا في ذات النسق على دور المدرسة في التوعية والإرشاد بضرورة الانصراف المباشر دون تسكع وعلى الآباء أيضا تقع مسؤولية معرفة الوقت المحدد والصارم لمغادرة ابنه والتعرف على أصدقائه وأصحابه. ويتفق على ذات الرأي المشرف التربوي أحمد الرباعي، وقال «على أولياء الأمور متابعة أبنائهم بعد الانصراف والتأكيد عليهم لأن دور المدرسة يقتصر على إشراف الانصراف وانسيابه». أما المشرف التربوي محمد الشهري فأكد ضرورة معرفة الآباء للجدول الدراسي وتفاصيله ومتابعة ذلك بدقة خصوصا لطلاب الابتدائية والمتوسطة. وقال إن وجود الطلاب في الشوارع القريبة من المدرسة أمر طبيعي كون أغلبهم من سكان ذات الحي ويعودون إلى منازلهم سيرا على الأقدام.