ظاهرة (التفحيط) من الظواهر التي تنتشر وتتفاقم أخطارها، ويرتفع أعداد ضحاياها، ولم نستطع حتى الآن محاصرتها ناهيك عن اجتثاثها. العقاب منفرداً لا يمكن أن يجتث هذه الظاهرة؛ فكل ظاهرة اجتماعية لا بد أن يكون لظهورها بواعث ومبررات موضوعية، دفعتها إلى الظهور على السطح. التفحيط إحدى هذه الظواهر، وهو موجود - بالمناسبة - في كل دول العالم، لكنه لا يُشكّل هناك ظاهرة خطيرة ومنتشرة؛ أحد أهم الأسباب أن وسائل الترفيه والتسلية في المجتمعات الأخرى متنوعة ومتاحة للشباب ولغير الشباب، ويحميها القانون، بينما هي في مجتمعاتنا محاصرة؛ أما بسبب عدم (تنظيمها) والاهتمام بها، أو لأن (العيب) اجتماعياً يكتنفها، أو (الحرام)؛ وأدق مثال على ذلك عدم اكتراثنا بغياب قاعات السينما والمسرح مثلاً، وكذلك خوف المستثمرين في الترفيه من (تضييق) الممانعين من هيئات الأمر بالمعروف أو المحتسبين (المتطوعين)، الذين لا يهمهم في احتسابهم مدى انعكاس هذه (الرقابة) - وبعضها مُتعسف - على الاستثمار في المنشآت الترفيهية؛ ما يؤدي في نهاية المطاف بالاستثمار الترفيهي غالباً إلى الخسارة والإفلاس، أو الهجرة إلى دول الجوار.