حذر مسؤولون أميركيون من أن إشراك فصائل شيعية في محاولة استعادة مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار من تنظيم داعش، يمثل مخاطرة بإطلاق سيل جديد من الدماء في الصراع الطائفي، مؤكدين في الوقت نفسه أنه لا توجد خيارات أخرى أمام واشنطن وبغداد، في وقت فتحت فيه الحكومة العراقية باب التطوع لإضافة قوات جديدة إلى الجيش، خصوصاً للفرق العسكرية التي تعاني نقصاً عددياً. وقال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون، إن إشراك فصائل شيعية في محاولة استعادة مدينة الرمادي، يمثل مخاطرة بإطلاق سيل جديد من الدماء في الصراع الطائفي. وأشاروا إلى أن احتمال قيادة الفصائل الشيعية المدعومة من إيران الجهود الرامية لاسترداد الرمادي، يؤكد تضاؤل الخيارات المتاحة أمام واشنطن لإلحاق الهزيمة بالتنظيم. وبناء على طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، وصل طابور من 3000 مقاتل من الفصائل الشيعية، أول من أمس، إلى قاعدة الحبانية العسكرية بالقرب من الرمادي ذات الأغلبية السنية، التي تعتبر منذ مدة طويلة مركز المعارضة للحكومة العراقية. ووصف مسؤول أميركي، اشترط عدم نشر اسمه، الرمادي بأنها برميل من البارود، وقال إن أي استخدام للفصائل المقاتلة يجب التعامل معه بحساسية شديدة جداً. وأضاف المسؤول من دون محاولة التنبؤ بنتيجة إشراك الفصائل الاحتمال قائم أن تسوء الأمور جداً جداً. وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن مقسمة انقساماً عميقاً بشأن مشاركة الفصائل الشيعية التي تربطها صلات بإيران، والتي تعمل على توسيع نطاق نفوذها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وبعد أن قادت هذه الفصائل الحملة التي أدت إلى استعادة مدينة تكريت، عمد بعض المقاتلين الشيعة الشهر الماضي، إلى حرق ممتلكات وارتكاب أعمال سلب وعنف في المدينة، حسب روايات السكان المحليين. وقال مسؤول أميركي ثانٍ، اشترط أيضاً عدم نشر اسمه، هناك في حكومتنا من يرون أن أي دور لإيران يمثل لعنة، وهناك آخرون يقولون إن المشاركة الشيعية ستنشر العنف الطائفي، وثمة آخرون يقولون إن هذا غير صحيح. وقال مسؤول في المخابرات الأميركية إن أحد المخاوف يتمثل في أن التنظيم قد يستغل مشاركة الفصائل الشيعية في إذكاء المشاعر الطائفية. وأضاف المسؤول لكن يجب كما قلنا أن توجد قيادة واضحة وسيطرة (لقوات الأمن العراقية) وتخطيط سليم وتنسيق كلما أمكن مع القادة المحليين. ووصف عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام، وهما من أشد منتقدي السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، سقوط الرمادي بأنه تذكرة حزينة بالحملة الجوية غير الحاسمة التي تشنها هذه الإدارة، وبالغياب الأوسع للاستراتيجية. وأبدى الاثنان قلقهما من أن تشن الفصائل الشيعية المدعومة من إيران هجوماً. وأضافا أياً كان ما قد تحققه الميليشيات (الشيعية) من نجاح في العمليات في الأنبار فسيكون أكبر منه بكثير الضرر الاستراتيجي الناتج عن الطائفية العنيفة التي تتبعها، والخوف والريبة اللذين سيولدهما ذلك بين السنّة العراقيين. وفي بغداد، ناقش مجلس الوزراء الوضع العسكري، مؤكداً أنه يدعم دعوة القائد العام للقوات المسلحة لتحرير كامل محافظة الأنبار، باشتراك القوات المسلحة العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي، ومقاتلي أبناء العشائر تحت إمرة القيادة العامة للقوات العراقية. وأشار المجلس إلى فتح باب التطوع، لإضافة قوات جديدة في الجيش خصوصاً للفرق العسكرية التي تعاني نقصاً عددياً بما فيها الفرقة السابعة في غرب محافظة الأنبار، وإنهاء عقود المتسربين.