بحسب العلماء فإن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الحفري حتى الآن هو المتهم الأساسي في سخونة الأرض خلال العقود الأخيرة. الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ استنتج مؤخراً أن أنشطة الإنسان هي السبب الرئيسي في سخونة سطح الأرض منذ الخمسينات. وظهرت نظريات أخرى تدحض هذه الفكرة وأكدت إحداها أن الأشعة الكونية المنبعثة من انفجارات النجوم الكبرى البعيدة المسؤول الأول عن سخونة الأرض وتغيير مستويات الإشعاع الشمسي، ما يزيد من عدد السحب في الغلاف الجوي الأرضي من خلال ملئه بالجزيئات المشحونة التي يتكثف فوقها بخار الماء والسحب بدورها تعكس بعضاً من أشعة الشمس فتبرد الكرة الأرضية. وخلال الأوقات التي يزداد فيها الإشعاع الشمسي يدخل عدد قليل من الأشعة الكونية الغلاف الجوي، إذ إن الجزيئات المشحونة التي تقذف بها الشمس تجعلها تنحرف عن مسارها، فتسخن الأرض، بحسب النظرية، لسببين أولهما زيادة الإشعاع الشمسي الذي يسخن الأرض والثاني بسبب قلة عدد الأشعة الكونية وبالتالي قلة عدد السحب التي تعكس حرارة الشمس. ونشرت دراسة في صحيفة رسائل البحث البيئي عنيت بإيجاد أدلة تعزز هذه النظرية لكنها لم تفلح في ذلك.ويقول تيري سلوان عالم الفيزياء الجزيئية السابق في جامعة لانكستر في انجلترا والذي يدرس المناخ حالياً لم نجد أي دليل يثبت صحة هذه النظرية. وبحث سلوان وزميله أرنولد وولفندال عن دليل يثبت تمدد الجزيئات المشحونة الذي يمكن أن تسببه الأشعة الكونية وأيضاً القنابل النووية.وبعد البحث عن وجود أكثر للسحب بعد حوادث كونية معينة تسببت في أطنان من الجزيئات المشحونة، مثل اختبارات الغلاف الجوي النووية، وكارثة تشرنوبيل، لم يجد الباحثون دليلاً واحداً على زيادة رقعة الغطاء السحابي. كما تفحص الباحثون أيضاً السجل التاريخي لدرجة حرارة الكون والمستويات المتوقعة من الإشعاع الشمسي.وفي أمثلة متعددة وجدوا صلة ضعيفة بين درجة حرارة سطح الأرض والأشعة الكونية القادمة، على الرغم من أن هذه السخونة حدثت قبل عام أو عامين من ازدياد الأشعة الكونية، بحسب سلوان. وأوردت الدراسة استنتاج العلماء أن اختلاف مستويات الإشعاع الشمسي والأشعة الكونية لا يمكن أن يكونا السبب في أكثر من 10 في المئة من ارتفاع حرارة الأرض في القرن العشرين، وعليه فإن الظاهرة ليست مسبباً مهماً في الاحتباس الحراري، كما ادعى البعض. ونشرت دراسة أخرى في الصحيفة نفسها أنها توصلت إلى دليل ضعيف على الدور الذي تلعبه الأشعة الكونية في عملية الاحتباس الحراري.يقول مؤلف الدراسة راسموس بينيستاد من معهد الأرصاد الجوية النرويجي عثرت على دليل هزيل على تأثير ملحوظ للأشعة الكونية على بعض العوامل الجوية الشائعة، مثل درجة الحرارة، ومستويات الضغط الجوي، أو مستويات الترسيب. ونشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريرها في 2010، وذكرت فيه أيضاً أن الآلية الفيزيائية الظاهرية ( لتأثير الأشعة الكونية في الاحتباس الحراري) لم تثبت صحتها بعد وأن الأشعة الكونية لا تعد عاملاً مؤثراً بدرجة مهمة في المناخ. ويقول رايموند برادلي الباحث في جامعة ماساتشوستس لم تكن نتائج الدراسة مفاجئة لنا فدراسات كثيرة استنتجت من قبل أن الأشعة الكونية لا يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في سخونة الأرض في الآونة الحديثة.