×
محافظة المنطقة الشرقية

«المرور»: ضبط 64 شخصاً ينقلون الركاب بسياراتهم مقابل أجر دون ترخيص

صورة الخبر

الرموز في السياسة الدولية أمرٌ بالغ الأهمية فمن خلالها يبعث السياسيون رسائلهم وما لا يستطيعون أن يبوحوا به مباشرة. الزيارة التي قام بها مؤخراً رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الصين أُشبعت رموزاً بعثها الجانبان إلى بعضهما، فالزيارة تأتي بعد أن قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة مماثلة إلى الهند وتحديداً «غوجارات» مسقط رأس مودي وهي إحدى الحواضر الهندية المتقدمة والمتطورة اقتصادياً، وبالمثل قام جين بينغ باستقبال مودي في شيان التي شهدت ولادة الرئيس الصيني، وهي كذلك أهم المدن الصاعدة، وإحدى عواصم الإمبراطورية الصينية. كان قدر هذين البلدين أن يتحاربا ويدخلا في نزاع حدودي قصير مطلع الستينات، ولم تتكفل السنين بمعالجة هذا الصراع، لكنّ البلدين حافظا على هدوئهما طويلاً ولم تنشب بينهما حرب أخرى إلا تلك التي حدثت في القرن الماضي. الصين والهند دولتان تتميزان بتاريخ وحضارة متصلتين، ويدرك البلدان حاجة كل منهما للآخر، لذا التزاما حداً كبيراً في ضبط النفس، ولم يدفعهما التنافس السياسي والاقتصادي والعسكري الكبير، إلى الدخول في صراعات غير ذلك التنافس الذي يشوب علاقة أي تاجرين في السوق. أزاح البلدان العراقيل من أمامهما، وبدا أن الاجتماعات التي عقدها مودي في بكين مهمة ومثمرة، وكانت نتيجتها اتفاقيات وصلت إلى 22 مليار دولار، ولم تكن الخلافات حاضرة في القمة الصينية – الهندية بل على العكس أراد المسؤولون أن يبعثوا برسالة تناسب الجيل الجديد من أبناء البلدين، فقام رئيس الوزراء الهندي بفتح حساب شخصي له على موقع «ويبو» الصيني وهو نسخة شبيهة ب»تويتر»، وينشط فيه كثير من الشباب الصيني، ليقول لهم بأنه يشاطرهم اهتماماتهم ويرغب في التعرف عليهم عن كثب، كما التقط رئيسا الوزراء مودي ونظيره «لي كه تشاينغ» صورة «سيلفي» أمام أحد المعابد الصينية ليخرجا كثيراً عما نعرفه من تقليدية رجال الدولة في البلدين وأنهما يعبّران عن تقاربهما باللغة التي يصنعها أبناء البلدين، فالرموز التي بعثها الجانبان وكانت سمتها التكنولوجيا الحديثة، لم تكن عبثية فالهند معقل البرمجة «سوفت وير»، والصين هي موطن الصناعات التكنولوجية «هارد وير»، وكلاهما في تنافس محتدم في هذا الإطار. لكن ذلك الاحتفاء المتبادل قد يصطدم على المدى الاستراتيجي بمشاكل، من شأنها كبح اندفاع البلدين نحو بعضهما، وأهم تلك التحديات هو التنافس الجيوسياسي، إذ إن طبيعة علاقة البلدين بباكستان من جهة، وتنافسهما على افغانستان وآسيا الوسطى من جهة أخرى، قد تدفع الصين والهند إلى حالة استقطابية تنذر بصراع نفوذ شرس تقوده أميركا وروسيا.