ستكون بعثة فريق الهلال لكرة القدم خلال وجودها في إيران اليوم بعيدة عن الأحداث والصدامات التي تشهدها بعض الأقاليم الملتهبة في إيران، حيث يلعب ممثل الكرة السعودية في العاصمة طهران ذات الأغلبية الفارسية أو المؤيدين للنظام الفارسي. وتشهد أقاليم، الأحواز في الإقليم العربي، مهاباد في إقليم كردستان، وتبريز في الإقليم الأذربيجاني صدمات قوية ودامية بين الأهالي والأمن لمطالبات البعض بالاستقلال أو منحهم حقوقهم المسلوبة، حيث يتهمون نظام العاصمة بالعنصرية، والطائفية في معاملتهم واضطهادهم. وتبعد الأحواز عن العاصمة الإيرانية طهران 900 كيلو متر، بلوشستان 1100 كيلو متر، مهاباد 500 كيلو متر، وتبريز 350 كيلو متر. ويخوض الهلال اليوم مواجهة الذهاب في دور الـ 16 أمام مستضيفه بيروزي في الأدوار الحاسمة من دوري أبطال آسيا. وتخشى الجماهير السعودية على بعثة ممثلها من وجودها في منطقة غير أمنة بسبب ما تشهده إيران من أحداث وصدامات وتفجيرات أو من تكرار السيناريوهات التي تصاحب زيارة الفرق السعودية للعاصمة وخصوصا الحوادث المؤسفة التي وقعت لبعثة النصر خلال أدوار المجموعات من النسخة الحالية. وعاد الإيرانيون في الثامن من نيسان (أبريل) الماضي خلال مواجهة بيروزي لضيفه النصر لطريقة تعاملهم الاستفزازي المعتاد مع الفرق السعودية في كل مرة يستقبلون فيها فريقا سعوديا في محفل آسيوي، حيث لم يسلم أي فرد في بعثة نادي النصر من هذه الاستفزازات، أكان جالسا في المقصورة الرئيسة أم في دكة احتياط البدلاء، أو في أثناء تنقل البعثة من مقر سكنهم إلى الملعب أو خلال الخروج. من جانبه، طمأن الناشط يعقوب حر التسيري مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، السعوديين على بعثة ناديهم، وقال "الفرس جبناء، والوضع العام في إيران غير مستقر بسبب الأحداث الدامية التي تشهدها الأقاليم غير الفارسية، لذلك ليس من مصلحتهم التصعيد أو الدعوة لمظاهرات حول مقر سكن البعثة السعودية". وأضاف "ولكن في الوقت نفسه تريد الدولة الفارسية أن تثبت لعملائها في العالم العربي أنها معهم، تدعم مواقفهم، ولن تتخلى عنهم لذلك لن يحدث سوى (هياط فرس) بالمصطلح العربي، كما فعلوا في الميدان، إرسال سفينة عسكرية لليمن للفت الأنظار إليهم ثم تعود لموقعها بسبب أحوال الطقس". وفي سؤاله عن ماذا يتوقع أن يحدث على أرض ومدرجات ستاد أزادي في العاصمة، قال التسيري، "أتوقع والله أعلم أن الأمن سيكون مشدد جدا، لن يحدث أي تشابك، وسيكون الأمن مسيطرا على الوضع، لكن سيدعون الجمهور يحملون اللافتات مؤيدة للحوثي، عبارات عنصرية وطائفية، شتم وإظهار الحقد ضدهم بسبب "عاصفة الحزم"، وأمور أخرى لن تتعدى الصياح والصياح فقط"، معللا ذلك "هم يريدون أن يوصلوا رسالة عبر إعلامهم لمؤيديهم أن ما حدث أمر عفوي وأن الشارع الإيراني غاضب منهم، ويدعم ميليشياته في الخارج، إنهم غاضبون وإنهم معهم، طبعا كل هذا بالتنسيق". وحول النقل التلفزيوني وقدرة النظام على السيطرة عليه، أجاب يعقوب حر التسيري، "هذه لعبة قذرة يجيدونها، سيتم التحكم في الصور المنقولة، لن يظهر للإعلام العام إلى ما يريدون لكن في المقابل وعبر الفضائيات العربية المؤيدة لهم مثل قنوات العالم، والمنار وغيرهما سيبث تقارير معدة مسبقا هدفها إظهار غضب الشارع الإيراني، الوقوف مع ميليشياته وأنصاره وخاصة في اليمن ولبنان". وطالب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي إدارة البعثة السعودية الحديث مع مسؤولي الاتحاد الآسيوي، مراقب المباراة بتوثيق كل التجاوزات، وقال، "حتى البعثة السعودية يجب توثيق كل التجاوزات بالصوت والصورة، هذا ضروري من أجل شكواهم بعد المباراة".