×
محافظة المنطقة الشرقية

فيس بوك تجهز لإضافة مجموعة ألعاب إلى تطبيق ماسنجر

صورة الخبر

يصور الإعلام الغربي ما يدور في الشرق الأوسط من معارك وكأنه امتداد لصراع تاريخي بين السنة والشيعة، ويعتبر أن المملكة العربية السعودية تتزعم تحالفاً إسلامياً لدول السنة في مواجهة ايران التي تتزعم الانتصار للشيعة في كل مكان، ومع الأسف فإننا نجد بيننا من ينساق لهذه الفكرة ويروج لها تحت مظلة الحماسة للدين الحنيف والسنة المطهرة، مع أن هذه الصورة أبعد ما تكون عن الواقع لأسباب كثيرة منها أن الشيعة والسنة في الوطن العربي قد ظلوا متعايشين عبر مئات السنين ولم نشهد مظاهر التعصب الطائفي في منطقتنا إلا بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران وبعد أن ظهر سعيها إلى الامتداد وتصدير الثورة وبعد أن شرعت في تكوين أدواتها الطائفية وفي مقدمتها حزب الله اللبناني. واذا نظرنا تحديداً إلى المملكة، فبالرغم من استنادها في النظام القضائي والفقهي والتعليمي على المذهب الحنبلي إلا أننا لا نجد نصاً في الأدبيات السياسية يفرض الالتزام بمذهب دون آخر، بل إن المملكة قد استضافت اجتماعات مجمع الفقه الإسلامي التي أعلنت أن الإسلام يتسع للثمانية المذاهب الفكرية ومن بينها المذهب الشيعي الجعفري، ونسيجنا البشري يشتمل على السنة من أتباع المدارس الفقهية المختلفة وعلى الشيعة بفئاتها الاثني عشرية والاسماعيلية دون تفريق في حقوق المواطنة، ولم تعرف مدن التماس التاريخي بين الشيعة والسنة مثل الهفوف والمدينة المنورة ونجران أي نوع من الاصطدام الطائفي المباشر، كما أن رعاية المملكة للأماكن المقدسة قد أوجبت عليها استقبال كل المسلمين بمختلف انتماءاتهم المذهبية وهي تفعل ذلك برحابة صدر وترحاب كبيرين، وعلى الصعيد السياسي تعاملت المملكة لسنوات طويلة مع الشاه الشيعي وحافظ الأسد العلوي ومع القيادات الباكستانية بمذاهبها المختلفة ومع أئمة اليمن ورؤساء جمهوريته من أتباع المذهب الزيدي، ولم تستبعد أحداً أو تقرب آخر بناء على انتمائه المذهبي. ولذلك فإننا نقول إن المملكة العربية السعودية دولة إسلامية تمثل الإسلام والمسلمين ولا يمكن أن يختزل دورها في الانتصار لطائفة دون أخرى ولا ينبغي أن تقع في فخ الحصار الطائفي الذي تحاول إيران أن تنصبه لكي يتسنى لها أن تدعي شرعية مماثلة وموازية لشرعية المملكة بتمثيلها للجناح الآخر من الأمة الإسلامية. بلادنا أحق وأولى بتمثيل المسلمين، كل المسلمين، ورعايتهم وحمايتهم ونصرتهم أيا كانت مذاهبهم وطوائفهم، ولندع الآخرين يختبئون خلف أوراق التوت الطائفية فهي لن تستر لهم عورة ولن تقيم لهم شأناً. afcar2005@yahoo.com