×
محافظة المنطقة الشرقية

لأول مرة.. «لغة الإشارة» تخترق أسوار التعليم السعودي

صورة الخبر

في الوقت الذي ينشغل العالم فيه بالحروب والمناورات السياسية، وإثارة القلاقل، ينشغل الإماراتيون بالمنتديات الإعلامية، ومعارض الكتب، والمؤتمرات العلمية، التي تهدف لبناء الأوطان والإنسان، وكل ما من شأنه أن يغذي عقله، وينيره بالعلم والمعرفة، ويجعله متواصلاً مع العالم بشتى الوسائل، كي يبقى على صلة بكل ما ينفع البشرية، ويساعد على تقدمها، لتنعم بالأمن والسلام والطمأنينة. كان الأسبوع الماضي في دولة الإمارات زاخراً بالأحداث، التي تجعل الإنسان عاجزاً عن ملاحقتها، ناهيك عن حضورها كلها؛ بدءاً من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي أنهى دورته الخامسة والعشرين يوم الأربعاء الماضي، محتفياً بمؤسسه ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومكرماً واحداً من أبناء زايد البررة، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي اختارته جائزة زايد للكتاب شخصية العام، وكرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمكرَّم والمكرِّم امتدادان عظيمان للقائد العظيم، الذي تحمل الجائزة اسمه، ثم جاء منتدى الإعلام العربي،.. وجائزة الصحافة العربية في دورتيهما الرابعة عشرة ليكملا المشهد، وأتى المؤتمر الخامس لندوة الثقافة والعلوم، الذي عقد تحت عنوان المناهج الدراسية جسرنا إلى المستقبل، ليضيف إلى المشهدين الثقافي والإعلامي بعداً علمياً مستقبلياً رائعاً. هذه المناشط الثقافية والعلمية والإعلامية، وسط القلق الأمني والسياسي، الذي يعيشه العالم، تجعل الإنسان يشعر وكأن العالم يتحرك في اتجاه، ودولة الإمارات تتحرك في اتجاه آخر. وهو شعور لا تنقصه الحقيقة ولا الدقة، ففي الوقت الذي تعصف فيه الحروب بدول كثيرة، وتجتاح القلاقل دولاً أخرى، تعمل دولة الإمارات على فتح طاقة للأمل، والبحث عما يوحد البشر ويجمعهم،.. وليس أفضل من الثقافة والفكر المستنير والتواصل موحداً للبشر، وجامعاً لهم على مصلحة مشتركة، هي مصلحة البشرية جمعاء، بعيداً عن الأنانية التي تطغى على فكر البعض، والمصالح الضيقة التي تسيّر البعض، وتدفعهم إلى إشاعة الفكر الظلامي، وبث الفرقة بين البشر، والسعي إلى السيطرة والتسلط، حتى لو أدى هذا إلى سفك الدماء، ونشر الخراب. بمناسبة وصول عدد متابعي سموه على موقع تويتر إلى 4 ملايين متابع، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن وسائل التواصل هي وسائل للتنمية والمعرفة والابتكار، والاستخدام الإيجابي لها يمكن أن يحرك العقول والقلوب نحو الائتلاف. وأضاف: سنعمل دائماً على ترسيخ وسائل التواصل قوة للخير، وأداة للتنمية، ومنصة للفكر، وبرلماناً مفتوحاً، وإعلاماً لا يمكن الالتفاف عليه. هاتان المقولتان لسموه تذكراننا بحديث أدلى به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1971 لصحيفة الأنوار اللبنانية، تحدث فيه عن مفهومه للحرية عندما سأله الصحفي الذي يجري معه الحديث قائلاً البلاد تخطو خطوات واسعة نحو نهضة إعلامية كبرى، سيكون أبرزها صدور الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية، ونبض الحياة لأي صحيفة أو مجلة يتوقف على مدى تمتعها بالحرية. ألا تعتقدون عظمتكم أن الأمر يتطلب وضع أسس ثابتة للحريات الصحفية أسوة ببقية دول العالم؟ بدا على وجه عظمته، حسب تعبير الصحافي الذي أجرى المقابلة وقتها، اهتمام كبير، وجاء صوته عميقاً صافياً وهو يقول بعد لحظة تفكير: لا حياة للإنسان من دون حرية. هذه حقيقة أؤمن بها، وسأظل مؤمنا بها دائماً. الحرية هي هدف الإنسان الأول. إنه يعمل ويكدح ويكافح لكي يؤمن لنفسه لقمة العيش الكريمة، والبيت الآمن الذي يأوي إليه، أو بمعنى آخر لكي يوفر لنفسه الحرية، فكل سعي للإنسان في أي سبيل من سبل حياته هدفه في النهاية أن يعيش حراً كريماً. ثم مضى، عليه رحمة الله، شارحا وجهة نظره في الحرية الصحفية قائلاً حرية الصحيفة في التعبير عن رأيها امتداد لحرية الإنسان وحقه الطبيعي في التعبير عن رأيه. إنني أتفق معك تماماً في أن الصحيفة يجب أن تكون حرة لكي تعبر بصدق وإخلاص عن رأي الناس، ولكي تخدم الشعب، وإنه إذا فقدت أي صحيفة حريتها فقدت حياتها وماتت، فحرية الصحيفة مرتبطة بحرية الفرد، وبالتالي حرية المجتمع ككل. وعندما ستصدر الصحف اليومية عندنا ستتمتع بحريتها الكاملة في التعبير عن رأيها، والدستور الدائم للبلاد سيكفل للصحافة الحرية التامة. هنا يسجل الصحافي الذي كان يجري المقابلة شهادة للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، فيقول إنني أذكر عبارة مضيئة سمعتها منكم عندما تشرفت بمقابلتكم عام 1968. لقد قلتم لي إن مسؤولية الصحافي خطرة، ليست تجاه أمته فقط، ولكن أمام العالم، وأمام التاريخ أيضاً، فهو قادر على أن يرى الخطأ في المجتمع ويكشف عنه وينبه إليه، فهذا واجبه الأول الذي يمليه عليه ضميره.. وهو يستطيع أيضاً أن يسكت، فينمو الخطأ البسيط ويتحول إلى خطر داهم، ومن هنا تأتي مسؤوليته الجسيمة. لقد حبانا الله في دولة الإمارات بقادة تاريخيين، أفعالهم تطابق أقوالهم، ما يقولونه أمام الملأ هو نفسه الذي يقولونه داخل الغرف المغلقة، يسبق تفكيرهم عصرهم بمراحل، وهذه نعمة نُغبَط عليها، لذلك فإن شهادتنا فيهم ليست مجروحة، لأن العالم كله يشهد لهم. هذا ما قلته في الجلسة الحوارية التي أقيمت في مجلس الحوار يوم الأربعاء الماضي في ختام معرض أبوظبي الدولي للكتاب تحت عنوان الشيخ زايد والإعلام، وهذا ما يقوله كل أبناء الإمارات، ويشهدون به هم وغيرهم.