يحاول الشاعر وفيق غريزي في ديوانه «يكبر الشوق ليصير امرأة» (دار نلسن، بيروت)، أن يتغلّب على ذاكرته التي لا تكفّ عن استحضار حبّه القديم وأيامه الماضية، ليكتشف أنّ شوقه يزيد اتقاداً كلما هرب من حقيقة مشاعره الملتهبة. يكتب غريزي قصائد كثيرة عن الحبّ والشوق من غير أن يغيّب سطوة الزمن عليها. ومن قصائد الديوان: «ممرّات الذاكرة»، «الفرار أمام الزمن»، «الثمار الحيوية»، «آه... يا حبّ»، «ذاكرة تحاول الهروب»، «لست امرأة يا امرأتي»، « «عندما يكبر الشوق يصير امرأة»، «على صدور البحار»، «ممرّات الليل والنهار»، «زنابق القمر». مقدمة الديوان كلمة كان كتبها الشاعر الراحل فؤاد الخشن، ومما جاء فيها : «وفيق غريزي بعد التقيد بالشكل التحليلي، فرّ من أنغام الأوزان ومسامير القوافي، إلى الأغنية التي تبقى بلا وزن ولا قافية. هو في حبه على طريقة «ابن عربي» بما يدين، وله سحبات عشق لا تقل روعة عن سحبات «سبات توفا». وفي شعره الحرّ يطغى عند وفيق غريزي أحياناً الفكر على الحس الشعري. وعذوبة الجرس، ويفوز أحياناً بخفايا الكنوز عندما ترتعد فرائص الرغبية الكونية. ونصبح غرباء في هذا المقصف الكبير»، وحينما تصبح الحبيبة «مضاءة بالعطور البرية، وأيقونة تعشق فيها روعة النساء».