×
محافظة جازان

«تشافي- ميسي- أنييستا» ثلاثي الألقاب الـ7

صورة الخبر

صُدمت الباحثة والمختصة بالصحة النفسية "كيلي ماكغو نيغال" حين اكتشفت أنها قد تكون السبب في وفاة آلاف من البشر طوال عشر سنين أمضتها، وهي تحاول أن ترسخ فكرة أن الضغوط النفسية تجعل البشر أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، بدءا من أمراض البرد البسيطة وصولا إلى أمراض القلب وضيق الأوعية الدموية! تقول كيلي "لقد حولت الضغط إلى عدو قاتل تسبب في موت كثيرين"! ولكن كيف تحولت من ناصحة إلى قاتلة؟ بعد أن اطلعت كيلي على دراسة أجريت على 30 ألف شخص بالغ في أمريكا استمرت ثماني سنوات، راقبوا خلالها حالات الوفاة المبكرة التي تحدث للأشخاص الواقعين تحت ضغوط شديدة التي بلغت 180 ألف حالة وفاة، أي بمعدل 20 ألف حالة وفاة سنويا، ما يجعل الضغوط الحياتية تحتل المرتبة 15 كأكبر مسبب للوفاة في الولايات المتحدة خلال السنة الماضية، أي أكثر مما قتل سرطان الجلد ومرض السيدا حتى أعلى من جرائم القتل على طول الولايات المتحدة وعرضها! لقد وجدت أن 43 في المائة منهم ماتوا وكانوا يعتقدون أن ضغوط الحياة والعمل خطرة وتسبب الأمراض، أما الذين بقوا على قيد الحياة فقد تعاملوا مع الضغوط على أنها أمر عابر وإيجابي ولن يؤثر في صحتهم! هنا شعرت كيلي بالذنب والذعر، لأن هذا ما كانت تفعله يوميا، فهي تحذر من الضغوط ومخاطرها الصحية لكي تدفع الناس إلى تجنبها، ولم تكن تدري أنها قد تكون ساقتهم إلى الموت المبكر! لذا قررت تغيير نظرتها للضغوط ونقضت كل ما آمنت به. والسؤال الأهم كيف نفعل ذلك؟ يمكننا عمل ذلك بتغيير نظرتنا تجاه التغيرات البدنية التي تحدث لنا تحت الضغط، من سرعة في التنفس وتسارع دقات القلب وتعرق وضيق في الأوعية، فبدل أن نراها علامات للقلق والتوتر وسرعة إصابتنا بالأمراض والموت المفاجئ، سنقول لأنفسنا إنها مجرد ردة فعل طبيعية، تدل على أن أجسامنا تنشط لمقاومة التحديات والضغوط، مثلا تسارع دقات القلب يجعلنا أكثر استعدادا للعمل، وتسارع تنفسنا يزيد من كمية الأكسجين في المخ.. وهكذا، لقد وجدوا أن اعتماد هذه الطريقة لمقاومة الضغوط لا يساعد فقط على جعلنا أكثر هدوءا وتقبلا، بل يحدث أكثر من ذلك، فتنبسط أوعيتنا الدموية مع بقاء دقات القلب متسارعة، فيتحضر الجسد لمواجهة الصعاب، وهذا يشبه ما يحدث في حالات الفرح ولحظات الشجاعة. والأغرب أنهم وجدوا أن الضغوط تجعلك شخصا اجتماعيا وميالا لمساعدة الغير، فزيادة الضغوط تزيد من إفراز هرمون عصبي يدعى "الأوكسيتوسين" الذي يؤجج عواطفنا ويزيد من رغبتنا في القرب البدني من الأهل والأصدقاء، لذا يعرف بــ "هرمون العناق"، كما يجعلنا أكثر رغبة في مساعدة الغير ومشاركتهم همومهم، ما يخفف عنا ما نعاني، لدرجة أن البعض اقترح أن نشم هذا الهرمون لكي نصبح أكثر تعاطفا واهتماما بمن حولنا!