احتدمت المعارك أمس السبت (16 مايو/ أيار 2015) بين المتمردين الحوثيين والموالين للحكومة في جنوب اليمن، ما يزيد من الضغوط على الهدنة الهشة التي أعلنها التحالف العربي الذي أوقف ضرباته الجوية ضد المتمردين على رغم الانتهاكات. وتصاعدت أعمال العنف عشية انتهاء الهدنة الإنسانية المحددة بخمسة أيام، بمبادرة من السعودية، التي تقود التحالف العربي الذي بدأ ضرباته الجوية ضد المتمردين الحوثيين في 26 مارس/ أذار لمنعهم من السيطرة الكاملة على اليمن. وقصف المتمردون في الصباح بالسلاح الثقيل والقذائف أحياء عدة في تعز ثالث مدن اليمن ما أوقع 12 قتيلاً و51 جريحاً في صفوف المدنيين. كذلك أسفرت المعارك التي تكثفت خلال الليلة قبل الماضية عن سقوط 26 قتيلاً في صفوف المتمردين وحلفائهم، من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، و14 في صفوف المقاتلين المعادين لهم بحسب مصادر عسكرية ومحلية. وفي عدن كبرى مدن الجنوب، دوى إطلاق النار من جديد أمس بعد ليلة هادئة نسبياً. وتركزت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك مدافع الدبابات في شمال عدن حيث يسعى المتمردون وحلفاؤهم لاستعادة مواقع خسروها في الأيام الأخيرة خاصة محور طرق يتحكم بالمنفذ إلى وسط المدينة كما ذكرت مصادر عسكرية. وأضافت المصادر نفسها أن إطلاق القذائف استهدف أيضاً غرب عدن. وفي الجنوب كان التوتر على أشده في الضالع بعد كمين نصب ليلاً لقافلة للمتمردين أدى إلى مقتل خمسة منهم بحسب مسئول محلي. وفي محافظة شبوة قالت مصادر عسكرية وقبلية إن مسلحين قبليين استعادوا السيطرة على منطقة عسيلان النفطية بعد يومين من المعارك مع المتمردين وحلفائهم الذين كانوا يسيطرون عليها. وأضافت المصادر أن مالا يقل عن 18 متمرداً وأربعة من رجال القبائل قتلوا خلال الاشتباكات. وتسببت أعمال العنف هذه بحركة نزوح لقسم من السكان الذين هربوا من مدينة تعز باتجاه مناطق ريفية أكثر أماناً، فيما لم تصل المساعدة الإنسانية الموعودة بعد إلى المدينة بحسب بعض السكان. وأكد مسئول في الإدارة المحلية أن «المساعدة الإنسانية لم تصل إلى تعز حيث لم نتلق لا منتجات نفطية ولا مواد غذائية أو معدات طبية». ومع ذلك تمكنت المساعدات الدولية من الدخول إلى البلاد، حيث وصلت أمس طائرتا مساعدات إنسانية من مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين إلى اليمن، بعدما وصلت اثنتان أمس الأول، بحسب مصدر في مطار صنعاء. وفي موازاة ذلك، وصلت أيضا فرق طبية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة «أطباء بلا حدود» على متن طائرة إلى صنعاء أمس، بحسب المصدر نفسه. من جهة ثانية يلقي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كلمة اليوم (الأحد) في افتتاح مؤتمر لحل الأزمة اليمنية في الرياض، والذي دعيت إليه الأحزاب السياسية وزعماء القبائل وممثلو المجتمع المدني، بحسب المنظمين. وسيعقد المؤتمر بغياب المتمردين الحوثيين الذين يصرون على عقد مؤتمر الحوار السياسي «في اليمن» فقط، بعدما توقف في أعقاب العملية العسكرية للتحالف. إلى ذلك، أسر عناصر في تنظيم «القاعدة» 36 عسكرياً في المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ أبريل/ نيسان الماضي، حسبما أفاد مسئولون محليون أمس. وقال مسئول إن مقاتلي التنظيم اسروا العسكريين لدى وصولهم مساء أمس الأول إلى ميناء المكلا من جزيرة سقطرى اليمنية موضحاً أن الجنود كانوا مسلحين لكن باللباس المدني.