×
محافظة المنطقة الشرقية

تعليم الخبر يطلق الإصدار الأول من «موسوعة الأمين»

صورة الخبر

من غير الإنصاف اتهام ثلاثمئة مليون آدميّ بضعف البصر، ونصحهم بطبيب العيون. لكن، كيف يمكن تفسير مرور السيدة القضية المركزية، في ذكرى نكبتها، من دون أن يراها أحد؟ هل يكون منظر الشوارع جميلاً وعلى عيون المارّة مناظير ومجاهر؟ خيال فات مبتكر شخصية بينوكيو. الشخصية العربية نسيج وحدها. تهوى الفرديّة. ولكنها وقفت التفرّد على التقليد. لكن، إذا كان التقليد إيجابيّاً،عندها ترفضه، تنقضه، تدحضه. هاك مثالين لا مثالاً واحداً. يرى فلاسفة وعلماء نفس واجتماع، أن وجود قضيّة في حياة الفرد، يشكّل عاملاً فعّالاً يرتقي بإنسانيته، ويجعله في مأمن من سلبيّات القلق الوجوديّ، ويشعره بأن حياته لها مبرّر وغاية، ويخلّصه من حيوانية التعامل مع العالم بالنزعات وردود الفعل الغريزية. هذه القيمة الرافعة تقوّي جهاز المناعة الذهنيّ والروحيّ والعاطفيّ، وهكذا يصبح الآدميّ إنساناً، بفضل معرفة الحق والعمل على الانتصار له. غياب القضية عن مسرح حياة الفرد، يضعف الجاذبية التي تشدّه إلى الآخرين وتشدّهم إليه، وبالتالي تجعله فريسة سهلة. وهذا هو ما حدث. عمل الأقوياء على فك ذلك الارتباط، ووضعوا الناس في أقفاص أنا أوّلاً، ثم أزالوا جدران الأقفاص، فكان ما كان وما هو كائن. ولذلك مرّت الذكرى مرور ريشة في مهبّ الريح. المسألة الأخرى: من أين لنا أن نقلّد خبراء الاستراتيجية الذين يرون أن أخطر شيء على القوة هو ألاّ تكون لها قضيّة وجوديّة. فإذا لم يكن لها عدوّ، فإن عليها أن توجده. يقولون: أسقطنا الاتحاد السوفييتي، فالإسلام والمسلمون البديل، وعندما ننتهي من الهلال، يأتي دور التنين عبر جسر الدبّ. لا تتعب نفسك بالتفكير غير المجدي. الكفاح كان ممكناً قبل خمسين، أربعين، ثلاثين، عشرين سنة. الآن، من بأيديهم القضيّة نزلت عليهم معجزة الخلاص من القضية. لسان حالهم: ولّى زمان النضالات، والعرب غير العرب، والعالم مأدبة لئام، إذا فزنا فيها بعلم ونشيد، فحياة الفلسطينيين في أصقاع الأرض أقلّ معاناة، بلا رفس ولا عض كلاب ولا تحوّل إلى مخللات في المعتقلات المنسيّة. لزوم ما يلزم: النتيجة المنطقية: صحّة العيون مهملة في العالم العربي. abuzzabaed@gmail.com