×
محافظة المنطقة الشرقية

بدء مهرجان جامعة زايد السينمائي

صورة الخبر

لم يجف بيان قمة كامب ديفيد الاميركية الخليجية، التي عكست موقف الدول الخليجية الموحد والقوي ازاء القضايا العربية المصيرية، حتى اطل الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة حصرية مع قناة العربية بثت مساء أمس الاول، ليضع النقاط على الحروف في الكثير من العناوين والقضايا، التي حاول البعض تفسيرها في غير اتجاهها لغاية في نفسه، لا سيما وان هذه القمة الناجحة بكل المقاييس، ستمثل نقطة تحول كبيرة ليس في تاريخ العلاقات الاميركية - الخليجية فحسب وانما بالنسبة للسياسة الاميركية عامة تجاه القضايا العربية، التي استطاعت الوفود العربية الخليجية حملها الى الادارة الاميركية بكل وضوح واقتدار، فها هو الرئيس الاميركي يؤكد نجاح القمة مستغلاً هذه المناسبة للتذكير بعمق واستراتيجية العلاقة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون التي تحمل الآن العبء الاكبر في المشروع النهضوي العربي، والتصدي لكل مشروعات الهيمنة الايرانية وغيرها على المنطقة العربية، انطلاقاً من اجندات سياسية مغرضة، وهو امر ادركه الرئيس الاميركي بقوة عندما قال: "ان قمة كامب ديفيد كانت ناجحة للغاية"، وإن "واشنطن تتمتع بعلاقات ممتازة مع دول مجلس التعاون". وقال الرئيس باراك أوباما إن بيان قمة كامب ديفيد الختامي عكس أهمية القضايا التي تم بحثها، مستغلاً تلك المناسبة المهمة لكي يبين مدى احترامه الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صاحب المواقف الواضحة والحازمة، عندما قال بوضوح كيف انه يكن كل الاحترام والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مشيراً في الوقت ذاته الى تلك العلاقات المميزة التي كانت قائمة ايضا بين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز "طيب الله ثراه" والادارة الاميركية، الرئيس الاميركي لم ينس ايضاً في لقائه ان يثني على تلك الدماء الشابة في هرم القيادة السياسية السعودية من خلال ثنائه على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد. علاقتنا مع المملكة قوية ومتينة وعملنا سوية مع الأمير محمد بن نايف في محاربة الإرهاب ودحره حيث عبر عن سعادته بالعمل مع الأمير محمد بن نايف، قائلاً: "عملنا مع محمد بن نايف لفترة طويلة في محاربة الإرهاب ودحره". وهو ملف كبير اوضح اوباما انه مدار تعاون دائم بين ادارته ودول الخليج العربية بشكل خاص، عندما قال: "اننا نعمل مع دول المنطقة لضمان منح الفرص للشباب، كما يجب حماية الشباب من الانضمام لداعش أو القاعدة." في موقف يدل عن مدى اهتمام الرئيس الاميركي بايجاد حلول جذرية لظاهرة التطرف والارهاب بالتعاون مع الشركاء العرب ولا سيما الخليجيين، وعلى رأسهم بالتأكيد المملكة العربية السعودية التي تتنطح لحمل هذه المسؤولية منذ زمن بعيد، ولانه يؤمن بأهمية دور الشباب في ترميم الامور والنهوض بالمستقبل هاهو الرئيس اوباما يتوقف ملياً امام تلك الصفات الشجاعة والحكيمة لولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الذي وصفه بأنه يتمتع بحكمة تفوق سنه". وأضاف أوباما أنها المرة الأولى التي تتاح لنا الفرصة للعمل مع ولي ولي العهد، وهو شاب، وقد أثار إعجابنا بذكائه وحنكته ومعرفته وفطنته رغم صغر سنه. واعرب الرئيس الاميركي عن سعادته أنها قيادة جديدة من الشباب وصلت إلى مقاليد السلطة. وهذا شيء جميل رأى اوباما من خلاله الجيل الجديد يتصرف بطريقة فعالة وحاسمة في منطقة توجد بها نسبة مرتفعة من الشباب. ومجتمع يتصف بالشاب ايضاً. ولعل من المؤشرات الكثيرة لنجاح القمة الخليجية الامريكية، ذلك التطابق والتناغم الكبير في المواقف بين الطرفين، حيث اكد اوباما التزام بلاده بألا تحصل إيران على أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل، موضحا انه اكد ذلك صراحة لقادة الخليج، الذين يشاطرون الولايات المتحدة تخوفها من النوايا الايرانية في المنطقة التي تحتاج الى رقابة دولية صارمة ودقيقة وايران غير موثوق بها وسوف تخضع للتفتيش الدولي والراقبة الصارمة. مجدداً التزام واشنطن بدعم حلفائها في الخليج من خلال "وجود عسكري قوي في منطقة الخليج. والقيام بالمزيد من المناورات المشتركة مع دول الخليج. أدهشني الأمير محمد بن سلمان بفطنته وذكائه ومعرفته بواطن الأمور التي سبقت سنوات عمره الشابة والتركيز على أهمية تقوية العلاقات المشتركة، مؤكداً ان ايران ستكون أكثر خطورة بأسلحة نووية مشيرا الى ان حل الملف النووي الايراني لا يعني حل كل أزمات إيران. ومع ان أوباما اعترف في مقابلته مع العربية أنه لم يتم حل كافة المشاكل في قمة كامب ديفيد، لكنه اكد بانه سيكون هناك اجتماع آخر العام المقبل مع دول الخليج، وهو أمر ذو دلالة كبيرة، تعني ان التشاور بين الجانبين ليس حدثاً موسمياً وانما سياسة ثابتة تنطلق من مصالح الطرفين، واهمية العمل من اجل استقرار المنطقة، لما تمثله من أهمية على مستوى العالم. ولان الهم الفلسطيني كان حاضرا على طاولة المباحثات، لم يترك الرئيس الاميركي مناسبة لقائه بالعربية من دون ان يذكر بموقف الولايات المتحدة بهذا الشان معتبراً ان التوصل لسلام فلسطيني-إسرائيلي صعب للغاية. مؤكداً التزام بلاده بفكرة اقامة دولة فلسطينية، وبحل الدولتين، مشيرا الى ضرورة العمل على إعادة بناء الثقة بين طرفي عملية السلام"، مضيفا بأنه "لا توجد ثقة متبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع ان القمة تناولت الكثير من الملفات التي يطول شرحها الا اننا يمكننا القول انها كانت قمة استثنائية، وجاءت في ظرف استثنائي ايضا، وان تكون ناجحة فان هذا يعني ان هناك جهودا استثنائية كانت عملت بإخلاص للوصول بالقمة الى النجاح المأمول وتحقيق افضل النتائج الموجوة منها، في مؤشر قوي على قوة وصلابة المواقف الخليجية عامة والسعودية بشكل خاص.