بغداد - ا ف ب: سيطر تنظيم داعش امس الجمعة على المجمع الحكومي في الرمادي مركز محافظة الانبار في غرب العراق، ما يجعله قاب قوسين أو أدنى من الاستحواذ على كامل المدينة، ما يشكل احد ابرز انجازاته في البلاد منذ نحو عام. وأتى هذا التقدم في المدينة التي تبعد نحو 100 كلم الى الغرب من بغداد، غداة شن التنظيم هجمات مكثفة على جبهات عدة في محافظة الانبار، كبرى محافظات العراق، والتي يسيطر على مساحات واسعة منها، شملت تفجيرات انتحارية واقتحام مراكز عسكرية والسيطرة على مناطق جديدة. وقال ضابط برتبة رائد في شرطة الرمادي ان داعش سيطر على المجمع الحكومي وسط الرمادي ورفع راية التنظيم فوق مبنى قيادة شرطة الانبار، بعد انسحاب القوات الامنية الى مقر قيادة عمليات الانبار في شمال المدينة. وأشار الى ان الانسحاب سببه شدة الاشتباكات وانفجار عدد من السيارات المفخخة التي تسببت بإلحاق اضرار كبيرة بعدد من مباني المجمع، الذي يضم مباني حكومية عدة، ابرزها مقر المحافظة ومديرية شرطة الانبار. وأكد التنظيم السيطرة على المجمع ونسف مبانٍ فيه. وأكد الشيخ حكمت سليمان، وهو قيادي في احدى العشائر السنية المناهضة للتنظيم، سيطرة الاخير على المجمع وانسحاب القوات الامنية. وأوضح ان الاخيرة تقاتل في مناطق متفرقة بدون قيادة مركزية. وبعد فقدان المجمع الحكومي، باتت القوات الامنية تسيطر على احياء معدودة في شمال الرمادي وجنوبها، اضافة الى مقر قيادة عمليات الانبار. وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على كامل الرمادي، سيصبح مسيطراً على مركزي محافظتين عراقيتين، اذ انه يسيطر منذ يونيو الماضي على مدينة الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى. وصدت القوات الامنية ومقاتلو العشائر السنية خلال الاشهر الماضية هجمات متلاحقة للتنظيم لا سيما على المجمع الحكومي. إلا ان مقاتلي داعش شنوا منذ الخميس هجوماً واسعاً في المحافظة ذات الغالبية السنية، والتي يحظون بموطئ قدم فيها منذ اعوام. وتركزت الهجمات على الرمادي ومحيطها، ومحيط مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي يسيطر عليها التنظيم كذلك منذ مطلع 2014. وكان عضو مجلس محافظة الانبار عذال عبيد الفهداوي قال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في وقت سابق امس، ان الوضع حرج في مدينة الرمادي، وذلك اثر حدوث خرق امني في مركز المدينة بعد هجوم نفذه مسلحو داعش الارهابيون ليلاً. وقال الفهداوي ومصادر اخرى ان العديد من المدنيين يحاولون الخروج من المدينة، فيما قد يشكل ثاني موجة نزوح كبيرة منها منذ ابريل، اثر نزوح عشرات الآلاف هرباً من هجوم عنيف للتنظيم الارهابي. وأعلن التنظيم اعدام 14 مسلحاً موالياً للحكومة في الرمادي، في تكرار لعمليات اعدام جماعية نفذها سابقاً بحق ابناء العشائر السنية الذين يحملون السلاح ضده.