×
محافظة المنطقة الشرقية

نائب أمير الشرقية يكرم الداعمين لبرامج لجنة التنمية الاجتماعية

صورة الخبر

"إلى كل من أخطؤوا بحقي، ولكل من أحبني وحتى من لا يحبني: اذهبوا أنتم الطلقاء وعيدكم مبارك وبس".. كانت هذه هي آخر العبارات التي كتبها الصحفي الراحل حزام بن عبدالرحمن العتيبي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في 8 أغسطس الماضي، وكأنه كان يتنبأ بمنيته التي وافته يوم أمس في أحد مستشفيات الرياض، حيث سيقام العزاء في منزل والده بالدوادمي. وإذا كان الفقد موجعاً، فإن أكثر من حزن على فراق العتيبي في عالم الصحافة من الكائنات غير الحية هما القلم والورقة، اللذان لطالما رافقاه طوال مسيرته الصحفية، ورفض التخلي عنهما رغم أنه لم يعد هناك إلا قلة قليلة تعتمد عليهما في التوثيق الصحفي، واستبدلوهما بأجهزة التسجيل الحديثة والقديمة، فيما فضل حزام التوثيق بقلمه في كافة المناسبات، متخذاً مكاناً استراتيجياً بجانب المسؤول في كافة المناسبات التي يحضرها، يتيح له الاستماع جيداً والتدوين بالقلم والورقة. ولم يكن أسلوب التوثيق لدى حزام مميزاً فحسب، بل كان حضوره مختلفاً، وآراؤه صادمة، وكان مقعده في المؤتمرات الصحفية لمعارض الكتاب هو الأسخن بامتياز، حيث كان يخلع عباءة الصحفي، ليرتدي قبعة المفكر، ويتحول سؤاله من سؤال صحفي، إلى مداخلة فكرية، ولا يعبأ إن كان جل من بالقاعة يخالفونه الرأي، حيث كان يقوله بجرأة حتى وإن كان صادماً، وفي بعض الأحيان تتحول مداخلته إلى جدال ثقافي، ليس مع المسؤول وإنما مع زملائه من الحضور، حتى ولو لم يكن ذلك بشكل مباشر. حزام العتيبي، يعرف عن نفسه في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي في "تويتر" بأنه صحفي سعودي، ولا يفتأ يتناول هموم الصحافة بين تغريدة وأخرى، وكثيراً ما كانت حروفه القليلة التي يكتبها هناك تثير جدلاً واسعاً، وكأنه نقل ساحات المعركة من المؤتمرات الصحفية، إلى فضاء "تويتر" الشاسع، وكانت تغريداته عن المرأة والمجتمع أكثرها انتشاراً وجدلاً. وطغت أمس مشاعر الحزن على تعابير الكثير من زملاء الراحل من الصحفيين والمثقفين، وبعضهم استعاد ذكرياته مع"حزام"، وذكر نائب رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" هاشم الجحدلي أن حزام كان شاعراً معروفاً ومثقفاً ومن أنشط الصحفيين الذين تعاملوا مع "عكاظ"، وكان صحفيا يمكن الوثوق به؛ لأنه لن يترك فعالية أو مناسبة ثقافية إلا وسلط الضوء عليها، ولا يمكن أن يخذل مؤسسته الإعلامية، ودائما تصل أخباره في الوقت المناسب خصوصا في الفعاليات الضخمة مثل الجنادرية أو معرض الكتاب. أما على المستوى الشخصي قال الجحدلي: "برغم حدته في النقاش والحوار إلا أنه كان يملك قلباً بمساحة قلب طفل.