×
محافظة المدينة المنورة

في الذكرى الـ 67 لـ«النكبة».. فلسطين حكاية وطن مكلوم وشعب يأبى النسيان

صورة الخبر

أعني هنا: «عندما يفكر أهل الحي»، فقد قال تعالى: «واسأل القرية. » يحمل كثير من الناس أفكارا جيدة قابلة للتطبيق، ويمكن الاستفادة منها بشكل فعال، ولكن بعضهم لا يدركون أهميتها فيهملونها إما لقناعتهم بعدم أهميتها أو لأنهم يرون صعوبة أو استحالة تطبيقها في الواقع، فتتلاشى تلك الأفكار وتموت، وعندما يرونها على أرض الواقع يكتفون بالحديث أو الافتخار أنهم فكروا فيها. ماذا تريد؟ أو ما هي احتياجاتك؟ هي من أصعب الأسئلة التي تواجهنا، ونحار في الإجابة عنها عندما نفاجأ بها: فنحن عند حيرتنا المفاجئة نكتشف تقصيرنا في معرفة احتياجاتنا، وعجزنا عن تحديد أهداف واضحة لحياتنا. عقدت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في محافظة الخفجي -في مساء الثلاثاء الماضي- ورشة عمل في حي الأمير فهد بن سلمان في الخفجي بعنوان: «ماذا يريد المجتمع من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالخفجي؟»، شارك في ورشة العمل عدد من سكان الحي، ومجموعة من أبنائهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وكعادة ورش العمل التي لا يسبقها إشراك حقيقي في المراحل التي تسبق عقدها للمشاركين بها؛ لمعرفة أهدافها بوضوح، كادت الورشة أن تتعثر في بدايتها ثم ما لبثت أن استعادت انتظامها. تحتاج كثير من مؤسساتنا الحكومية والأهلية وقتا طويلا لتوضيح أهدافها، وتعريف الناس باختصاصاتها؛ كي يستفيدوا من خدماتها على الوجه الأمثل، ففي صباح أمس استمعت في الإذاعة خبرا يقول: إن 70% من الشكاوى المقدمة إلى هيئة مكافحة الفساد ليست من اختصاصها. تأسست لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بمحافظة الخفجي قبل خمس سنوات، وتشكل مجلس إدارتها الثاني منذ سنة تقريبا، وهو الذي يقود اللجنة في هذه المرحلة، ولعل اللجنة من أنشط الجمعيات واللجان الموجودة في الخفجي مقارنة بعمرها الزمني، وقد نجحت في توقيع شراكات مع بعض الجهات، وهي جيدة من حيث النوع والعدد، ولكنها لا تزال بحاجة إلى تفعيل أكبر لها؛ لتحقق أهدافها، وبرامجها. تحدثت عن اللجنة في مقال سابق بعنوان: «ساعة في سجن الخفجي» بعد حضوري لافتتاح اللجنة مشروع الجناح المثالي بالشراكة مع وحدة سجن الخفجي، في العدد رقم «1005»، أما مسجد عائشة بنت الصديق فقد تحدثت عنه في مقال نشر في العدد رقم «935» ومما قلت فيه: «وبمتابعة متواصلة من إمام مسجدنا الرائع، وواحد من جماعة المسجد تم في يوم الثلاثاء الماضي افتتاح مصلى للنساء، وقاعة لتحفيظ القرآن الكريم، وسكن للمؤذن -وجميعها ملحقة بالمسجد- واستطاعا -بتوفيق الله- أن ينجزا المشروع -كما وعدا- قبل رمضان، فقد كانا في سباق مع الزمن لتحقيق الهدف دون إخلال بالجودة التي حرصا عليها حرصاً شديداً، ولا يزال الطموح قائماً لإنجازات أخرى في الحي تساهم في الارتقاء به، وتطويره». قلت في ذلك المقال: «ولا يزال الطموح قائما لإنجازات أخرى.. « وقد تحققت إضافة جديدة بجهود جماعة المسجد تمثلت ببناء «مجلس/ ديوانية» للحي بجوار المسجد افتتح بورشة عمل لجنة التنمية الاجتماعية؛ لأهمية التنمية وعلاقتها القوية بالمجتمع. تحدث رئيس مجلس إدارة اللجنة عن البدء في ثلاثة أحياء في محافظة الخفجي، هي: «حي الأمير فهد بن سلمان، وإسكان قوى الأمن الداخلي، ورأس مشعاب»؛ لتكون نواة لبرامج أخرى في باقي الأحياء، ولكنني لاحظت -أثناء ورشة العمل- أن ثقافة الرعاية لا تزال مترسخة في أذهان كثيرين، ولعل ذلك هو ما جعل معالي د. ماجد القصبي -وزير الشؤون الاجتماعية- يؤكد أكثر من مرة على ضرورة الانتقال بالوزارة من الرعوية إلى التنموية. تم تقسيم الحضور إلى أربع مجموعات عمل، وكان من بين المجموعة الأولى -التي كنت ضمن أعضائها- أربعة من أبناء الحي، ومن المبشرات الرائعة أنهم كانوا أقدر منا –الآباء- على تحديد احتياجاتهم بدقة، وننتظر في الأيام القادمة عقد ورشة لنساء الحي -كما وعدت لجنة التنمية- فهل ستكون الأمهات أكثر دقة من أبنائهن؟ كتب المغرد خالد البواردي قصة قصيرة، يقول فيها: «وزارة العمل تتعاقد مع استشاري، الاستشاري يدعو أفضل شبابنا من الجنسين إلى ورشة عمل في أفخم الفنادق، ويدفع 15 ألفا قيمة غداء، شبابنا يقدمون له أفضل الحلول في ورشة العمل، الاستشاري يضع الحلول المقدمة من الشباب في ورق فاخر ويقدمه للوزارة مقابل ملايين الريـالات». قلتُ: الحلول لا تأتي من الخارج! وقفة: لا تزال الفجوة بين لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالخفجي وبين المجتمع كبيرة إذ يحتاج العمل التنموي إلى وقت طويل، وجهود مستمرة تتوجه إلى كافة شرائح المجتمع؛ لنشر ثقافته.