×
محافظة الرياض

بالفيديو | سعودي يكسر زجاج دورية مرور بسبب إيقافه.. ورجل المرور يلوذ بالفرار

صورة الخبر

يعتبر الهواء النظيف أحد الشروط الأساسية اللازمة للمحافظة على صحة الإنسان وقدرته على الإنتاج، ولكن تلوث الهواء مازال يمثل خطراً كبيراً يتهدد صحة الإنسان في جميع أنحاء العالم . ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعبء الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء، فإن العالم يشهد كل سنة ما يزيد على مليوني وفاة مبكرة نتيجة لآثار تلوث الهواء الطلق والهواء في الأماكن المغلقة (الناجم عن حرق الوقود الصلب) في المدن . ويتحمل سكان البلدان النامية أكثر من نصف عبء الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء . على الرغم مما تسببه وسائل النقل الأرضية من زيادة ملوثات الهواء التي تمثل خطورة على صحة الإنسان، فإن عدد المركبات التي تجري على سطح الكرة الأرضية في زيادة مستمرة، حيث وصل عددها عام 2010 إلى 015 .1 مليار مركبة سيصل عددها عام 2050 إلى 5 .2 مليار مركبة . وتضمن أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء في القارة الأوروبية يسبب كثيراً من الأمراض، بالإضافة إلى مئات الآلاف من حالات الموت المبكر حيث يبلغ إجمالي ما تتحمله حكومات دول القارة مجتمعة من تكاليف حوالي 6 .1 تريليون دولار سنوياً . وقال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا في أول دراسة لهذه لمنطقة إن هذا المبلغ يمثل حوالي عشر الناتج المحلي الإجمالي للدول الأوروبية عام 2012 . يحدث تلوث الهواء في مناطق محددة في أي جزء من العالم إلا أن ملوثات الهواء المنبعثة من أي بلد تنتقل في الغلاف الجوي لتلوث الهواء في أماكن أخرى بعيدة وكثيرة . وعلى الرغم من وجود كثير من ملوثات الهواء إلا أن الملوثات الثلاثة الأوزون الأرضي، ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة العالقة من أخطر المصادر التي تهدد صحة الإنسان، فالتعرض الدائم لها يؤدي إلى إصابات بالغة في الجهاز التنفسي والوفاة . ويتعرض أكثر من 90% من سكان أوروبا إلى تركيزات عالية من ملوثات الهواء الضارة بالصحة، حيث تؤكد بعض الدراسات الصادرة عام 2014 أن تلوث الهواء أدى إلى وفاة سبعة ملايين منهم 600 ألف في القارة الأوروبية وهو ما يماثل واحداً إلى ثمانية من حالات الوفاة في العالم . يتسبب تلوث الهواء في إحداث أضرار بالغة بصحة الإنسان والبيئة . وعلى الرغم من انخفاض ملوثات الهواء في أوروبا بشكل كبير على مدى العقود القليلة الماضية، ما أدى إلى تحسين نوعية الهواء في معظم أنحاء القارة إلا أن تركيزات ملوثات الهواء لا تزال مرتفعة للغاية، وما زالت مشاكل نوعية الهواء موجودة . المعروف أن النسبة الأكبر من سكان أوروبا يعيشون في المدن، حيث تجاوزت ملوثات الهواء الخطرة الأوزون الأرضي وثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة العالقة كل المعايير الآمنة ما يشكل مخاطر صحية خطرة . وقد تجاوزت نسبة ملوثات الهواء في عدة دول أوروبية ما يعادل 4 أضعاف النسب الآمنة المسموح بها . وعلى سبيل المثال ينتقل الهواء الملوث بالجسيمات الدقيقة العالقة (التي يتراوح قطرها بين 10 ميكرومترات و2،5 ميكرومتر) آلاف الكيلومترات وهو لا يحترم حدود الدول، حيث يمكن للتلوث الناتج في بلد ما التأثير في بلدان أخرى . مصادر تلوث الهواء تعرف منظمة الصحة العالمية تلوث الهواء بأنه "وجود عنصر أو عدة عناصر ملوثة للهواء الخارجي بكميات ولفترات زمنية تصبح معها ضارة بالإنسان، والحيوان، والنبات أو الممتلكات، سواء على المدى القريب أو البعيد، أو قد تؤثر في راحة الإنسان وتعكر صفوه، وفي خاصياته" . وهناك مصادر كثيرة للملوثات في الجو، منها على سبيل المثال محطات توليد الطاقة ومعامل الكيماويات والمصانع التي ينبعث عنها فضلات غازية ناتجة عن توليد طاقة التصنيع أو عن المواد الخام الداخلة في العمليات الصناعية، وكذلك الوقود الذي يستعمل داخل المنازل سواء للطبخ أو للتدفئة، والوقود المستعمل للسيارات ومعدات البناء والمعدات الزراعية والطائرات، وتعتبر جميعها من المصادر الرئيسية لتلوث الهواء . وهناك ما يزيد على 300 عنصر مختلف في الهواء، منها بين 20 - 30 عنصراً فقط تعتبر ضارة وذات آثار سلبية في النواحي الاقتصادية والمناخية والصحية، علماً بأن الغازات تعتبر من أهم العناصر الملوثة للهواء، وذلك لسهولة انتشارها وانتقالها وتعلقها في الجو، إضافة إلى قدرتها على التفاعل بسهولة أكثر من العناصر الأخرى، وهي تشكل أكبر نسبة من ملوثات الهواء المختلفة . وتعد الانفجارات البركانية والغبار الذي تثيره الرياح، رذاذ ماء البحر المشبع بالملح وانبعاثات المركبات العضوية المتطايرة من النباتات، أمثلة من الانبعاثات الطبيعية لملوثات الهواء . أهم الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء تؤكد الدراسات العلمية أن تلوث هواء المدن الأوروبية هو المسؤول الأول عن نسبة كبيرة من الوفيات، ودخول أعداد كبيرة من المرضى للمستشفيات بالإضافة إلى تفاقم أعراض كثير من الحالات . ويحتوي الهواء الذي نتنفسه على الانبعاثات الناتجة من المركبات، الصناعة والمباني وتدخين السجائر ونواتج حرق نفايات المباني . ويؤدي تلوث الهواء إلى أضرار بالغة لصحة الإنسان خاصة للمعرضين للإصابة نتيجة السن أو وجود مشاكل صحية لديهم . وفيما يلي أهم الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء: 1- يرتبط تلوث الهواء ارتباطاً قوياً بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب والأمراض التنفسية والسرطان، وبصحة الأم والطفل، فعلى سبيل المثال ينجم ما يقارب 50% من وفيات الالتهاب الرئوي عند الأطفال دون الخامسة من العمر عند استنشاق الجسيمات الدقيقة العالقة التي تنبعث من احتراق الوقود الصلب في المساكن، ويشكل تلوث الهواء عامل الخطر الرئيسي لخُمس الوفيات بسبب السكتة الدماغية ومرض القلب الاحتشائي . 2- وقد حددت الوكالة الدولية لبحوث السرطان مؤخراً أن تلوث الهواء ككل، إضافة إلى الجسيمات الدقيقة العالقة التي يبلغ قطرها 5 .2 ميكرومتر سبب للإصابة بالسرطان الرئوي . وصنفت الوكالة حتى الآن عادم الديزل ودخان الفحم عنصرين رئيسيين لتلوث الهواء الداخلي والخارجي في فئة المواد المسرطنة . 3- ويفرض تلوث الهواء مخاطر على الصحة حتى في مستوياته المنخفضة جداً، ونظراً لتعرض عدد كبير من الناس لهذا الخطر فإنه يتسبب في حجم كبير من الوفيات وسوء الصحة في مختلف البلدان، منها على سبيل المثال لا الحصر أمراض الربو، التهابات الجلد والتهابات العين . في تقرير لمنظمة الصحة العالمية (إقليم أوروبا) بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أعلنت سوزانا جاكاب، المديرة الإقليمية للمنظمة في منطقة أوروبا من مقرها في كوبنهاغن، أن ملوثات الهواء هي المسؤولة عن ستمئة ألف حالة وفاة مبكرة نسبة كبيرة منهم من الأطفال نتيجة صغر جهازهم التنفسي في 53 دولة أوروبية بتكلفة بلغت 6 .1 تريليون دولار تمثل 10% من إجمالي الناتج القومي، إلا أنه يمثل 35% لدولة مثل جورجيا! وتصل تكاليف تلوث الهواء من ربع إلى ثلث إجمالي الناتج القومي في بعض الدول الأوروبية مثل أوكرانيا، صربيا، بلغاريا وكازاخستان . وتؤكد الدراسات أن 50% من مبلغ ال6 .1 تريليون دولار يرجع إلى ملوثات الهواء الناتجة عن النقل البري، حيث تعتبر السيارات والمركبات التي تعمل بالديزل من أكثر مصادر انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين، وتؤكد الخطط المستقبلية لوكالة البيئة الأوروبية انخفاض مستوى ملوثات الهواء الناتجة عن النقل البري إلى 30% من المعدل الحالي بحلول عام ،2020 نتيجة ما تبذله الجهات البحثية ومصانع السيارات للحد من انبعاثات السيارات من ملوثات الهواء . ويعد هذا التقرير أول تقييم للتكلفة الاقتصادية للأمراض وحالات الوفاة الناتجة عن تلوث الهواء في 53 دولة أوروبية سواء خارج أو داخل المباني . وتبلغ التكلفة الاقتصادية لحالات الموت المبكر وحدها نتيجة تلوث الهواء أكثر من 4 .1 تريليون دولار . أما تكاليف علاج الأمراض الناجمة عن ملوثات الهواء فتبلغ 10% من الرقم السابق، أي أن إجمالي التكلفة يبلغ 6 .1 تريليون دولار تقريباً، وهو يمثل من 10% إلى أكثر من 30% من إجمالي الناتج المحلي للبلدان الأوروبية . وبعد فمن المؤكد أن استهلاك الوقود في المباني السكنية والتجارية والنقل، والانبعاثات الصادرة عن العمليات الصناعية، وإنتاج الطاقة، والزراعة، ومعالجة النفايات وإنتاج المذيبات في الدول الأوروبية، تساهم كلها وبنسبة كبيرة في زيادة ملوثات الهواء وبالتالي زيادة التكاليف المطلوبة لتعويضات الموت المبكر، وعلاج الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء، إضافة إلى تكاليف انخفاض إنتاجية العمال، وزيادة أيام غيابهم عن العمل . المعروف أن الإنسان العادي يتنفس 2 غالون من الهواء في الدقيقة أي 3400 جالون في اليوم . وبناء عليه، فإن أوروبا وكل قارات ودول العالم في حاجة ماسة لتبني استراتيجيات طويلة المدى لتحسين جودة الهواء، مما يساعد على خفض عدد حالات الموت المبكر والإصابة بالأمراض الناجمة عن ملوثات الهواء عن طريق زيادة الوعي بأهمية الاعتماد على تكنولوجيات ترشيد وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وسائل النقل الجماعي، المشاركة في ركوب السيارات Carpooling، ركوب الدراجات والمشي . * المدير التنفيذي لجمعية مؤسسات الأعمال للحفاظ على البيئة