أجد أن الفرصة مواتية اليوم لنتحدث عن فرسان يجب الاحتفاظ بهم في بيئة العمل، وفي تصوري ومن منطلق تجربتي الوظيفية المتواضعة هم: ١- المبادر: وهذا سينتقل بالمؤسسة وأدائها إلى مراحل متقدمة. فهو ليس بالشخص الروبوتي الذي يعمل حسب الأوامر الموجهة له فقط، بل يفاجئك بين الحين والآخر بمقترح نوعي، أو فكرة مشروع، ناهيك عن إذكائه روح المنافسة بين زملائه. ٢- الرزين: هادئ وبعيد عن المزاجية والانفعال! سيلعب هذا الموظف دورا محوريا في تحقيق الاتزان لباقي أعضاء الفريق، فهو أشبه ما يكون بكابتن تشكيلة كروية ناجحة تحتاج للقيادة عبر شخص أقرب للقاعدة من مدرب الفريق (المدير). ٣- الحامي: مجرد أن تفهم طبيعة هذه الشخصية، وتكرسها كقيادي لما هو أنسب لها، سيكون «الحامي» رجل المهمات الصعبة ولن يعود قبل أن ينجزها! ستكون بيئة العمل في حاجة ماسة إليه عند بروز مشكلة تهدد أعمالك نظراً لارتباطها بعاملي الكفاءة وسرعة الأداء. ٤- الشغّيل: وأتحدث عن عشاق العمل بصمت.. فهذا لا تفرط به رجاءً! وعززه بالمكافأة والتشجيع بعد كل إنجاز! فهذا النمط هو حتماً من الكفاءات المنتجة، وكل ما يحتاجه هو التوجيه عن بعد، خصوصاً أنه لا يتملق القيادي ولا يسأله كلما أنجز مهمة: «وش رأيك؟» ٥- سريع التعلم: بيئة العمل الحديثة متجددة باستمرار! ووجود لاعبين سريعي التعلم للمهارات هو أمر في غاية الأهمية. فمن التقنيات إلى البرمجيات.. سيكون هذا البطل المبدع هو طوق نجاة الفريق (من الناحية التشغيلية) في كثير من المهمات. ٦- المرن: سهل الاندماج، ومستعد للتعاون لصالح الفريق. وهذا يجب أن يكون في الواجهة، لأنه قادر على تمثيل المؤسسة بلباقة، كما أنه قادر على احتواء المعضلات المرتبطة بإرضاء المراجعين والعملاء. ٧- الساعاتي: مهووس بالوقت والمحافظة عليه، وهذا سيعلق ساعة دقيقة على معصم كل زملائه المحيطين به في بيئة عمله، ويذكرهم باقتراب المواعيد والحاجة إلى تنظيم الوقت والإنتاج حسب الأولويات. ٨- المبتسم: وهذا مصدر إيجابية وتفاؤل كبيرين! ومن المهم أن يتواجد حتى ينشر عدوى التفاؤل والسماحة في بيئة العمل! وهو يختلف هنا عن «الفلّة» الذي نصحناكم بتفادي إضاعته للوقت. هذا الفارس مبتسم بدافع الثقة.. ليقينه أن لكل مشكلة حلا، وأول الحلول هو التفاؤل. ٩- الغيور: وهذا لا هم له إلا المؤسسة وسمعتها، كونه منتميا لها! فالمؤسسة باقية دائما نصب عينيه، ورغم طموحاته المرهقة لإدارته أحياناً، من المهم الاحتفاظ بالغيور لأنه متمسك بإظهار المؤسسة في صورة مشرقة للخارج. ١٠- الصبور: وعادةً ما يقترن صبره بالحكمة الكافية للتدخل عند تعرض المؤسسة للعصف من الداخل والخارج. في هذه المرحلة، تحتاج المؤسسة رجلاً يتجاوز عن الصغائر ويضع المصلحة العامة للفريق في خانة الأولويات. وبعد، انتهيت معكم في المقال السابق لاستعراض ما وصل إليه د. ايزيه هانكل، والمدفوع بنتائج دراسة علمية نشرت عام ٢٠١٠م، طرحها في مجلة (الإنتربرونر) تحت عنوان (عشرة أشخاص سوف يدمرون عملك)، مجتهدا في المقال السابق، في ترجمة المحتوى بتصرف. لافتاً نظر القارئ الكريم إلى أن هناك فرساناً يجمعون أكثر من خصلة من خصال مقال اليوم الإيجابية والهامة في شخصيتهم الوظيفية، والواحد من هؤلاء هو حتماً أحد أهم قادة المستقبل. رئيس تحرير مجلة نبض الجامعة