×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية الشوقية تزيل الحظائر المخالفة بحلقة مكة

صورة الخبر

تنطلق اليوم المحادثات الخليجية الأميركية في واشنطن وكامب ديفيد. ونعلم ان مايريده الخليجيون في هذا اللقاء يتفاوت مع مايريده الأميركيون نسبة وتناسباً. وخصوصاً ان محور هذه المحادثات سيكون الملف النووي الإيراني من جهة واطماع وتوسع إيران وزعزعتها لأمن واستقرار المنطقة من جهة أخرى. حتماً سيتجه الخليجيون لكامب ديفيد بعزم موحد وبقرار اممي 2216 وبنظرة مختلفة عن تلك التي كانت قبل عاصفة الحزم والتي بدأت على الأرض حيث إنها, تعطي للخليجين رجاحة الكفة في التعاطي مع الشأن الإيراني ابتداء من اليمن. فلقد اثبتت عاصفة الحزم في اليمن تحديها لإيران وحلفائها في اليمن بل ان دول الخليج اليوم وتحالفها مستعدة للذهاب ابعد وذلك بالدفاع عن امن واستقرار منطقتها. وقد رأينا فرضها الحظر الجوي والبحري الذي منع إيران بالقوة من ارسال المدد لحلفائها داخل اليمن. كذلك ستسعى الى مساعدة الشعب السوري لتخليصه من نظام طائفي دكتاتوري مهووس بالحكم ويحظى بالدعم من إيران ومليشياتها. اذن امام دول الخليج الملف النووي الإيراني والملفات الأخرى والذي ستكون إيران دائماً فيه القاسم المشترك. حيث ستقوم دول الخليج فيما يخص الملف النووي بالحديث وبكل شفافية بل وستطلب من الولايات المتحدة تناول هذا الملف من جميع الزوايا سواء كان سياسياً ام امنياً ام حتى تقنياً. حيث ان هذا الملف فيه من الغموض الكثير والذي قد لايفوقه غموض الا تلك الرسائل السرية المتبادلة بين السيد أوباما وخامنيئ. وجميعنا يعلم ان السيد أوباما يبحث جاداً فيما يخص هذا الملف عن إنجاز شخصي له حيث ان فترتيه الرئاسيتين لم يكن فيها نجاح يذكر لا على مستوى القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ ستة عقود. ولا الأزمة السورية التي وضع لها خطوطاً حمراء وكانت اشبه بخطوط الطول والعرض الوهمية, المستخدمة جغرافياً. بل انه لم يستطع تقديم يد المعاونة لاوروبا عندما احتلت روسيا جزيرة القرم حيث ساعد روسيا وشجعها في ذلك انكماش وسلبية الدور الأميركي وكل ذلك بفضل تخبط سياسة أوباما. فلذلك سيحاول السيد أوباما ان يقنع الخليجيين بضرورة الانتهاء من هذا الملف كما يراه هو على ان يقدم للخليج مقابل ذلك, حماية او درع صاروخي او غيرة من الحلول الأمنية والعسكرية والتي لن تتناسب مع حجم خطر إيران او خروقاتها الأمنية. ومع ذلك فحتى الملف النووي على ثقله واهميته فانه يبقى هو احد القضايا او احد الملفات التي يريد العرب وبالأخص الخليجيون الحديث حولها. الخليجيون اليوم يمتلكون رؤية مختلفة وليس لديهم الثقة الكبيرة في الولايات المتحدة بأن تكون نزيهة في هذه الملفات ومنها الملف النووي. لذلك عمدت دول الخليج لإنشاء تحالف استراتيجي مع جمهورية فرنسا وليس لأن فرنسا قد قدمت الى المنطقة او تريد ان تقدم خدماتها من اجل مصالحها فقط او لأنها تعاني من ازمة اقتصادية. وانما نعرف هذه الدولة الفرنسية وعلى الرغم من انها تنتمي للمعسكر الغربي الا ان مايميز سياستها والمعروفة بالسياسة او المدرسة الديغولية نسبة لشارل ديغول هي الاستقلالية والسيادة, خصوصاً عن أميركا. كما قد انسحبت عام 1966م من القيادة المشتركة للناتو ولا ننسى معارضتها الغزو الأميركي للعراق عام 2003م. واليوم نراها هي من مجموعة 5+1 الأشد حذراً وانتباهاً للملف النووي الإيراني فهي لاتريد ان يكون هناك توقيع لهذا الملف بشكل سيئ يخدم المصالح الأميركية - الإيرانية. ففرنسا ترى ضرورة الحزم في هذا الملف وعدم التنازل مع الطرف الإيراني ولولا موقف فرنسا الحازم في التفاوض واصرارها على عدم التنازل عن العقوبات والمراقبة لكان الجانب الأميركي ابدى مرونة في إعطاء بعض التنازلات لإيران. كذلك موقف فرنسا من الأزمة السورية فلقد كانت فرنسا من أوائل الدول اعترافا بالجيش الحر, كما ان موقف الرئيس هولاند واضح وصارم في موقفة إزاء أي دور لبشار في مستقبل سورية. فهو مع دول الخليج يدعم بقوة واستمرارية المعارضة السورية, حتى تتحد أهدافها وتتوسع. وموقف فرنسا تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط وتحركها في مجلس الأمن بشأن مقعد لفلسطين في الأمم المتحدة مشهود. وموقف الرئيس هولاند الأخير بدعم عاصفة الحزم وعودة اليمن بعيداً عن براثن إيران وتقديم دعم فرنسا الكامل لدول الخليج وحمايتها حتى عسكريا ضد أي اعتداء إيراني. اذاً هذا دليل آخر, على ان فرنسا تتقاسم مع المنطقة الاهتمام بالملف النووي الإيراني, بالإضافة لعدم قبول فرنسا بالتمدد الإيراني في المنطقة والذي سيشكل حالة من الاضطراب والفوضى وزعزعة لاستقرار المنطقة. كما ان فرنسا قد جربت مع دول الخليج ما يسمى بتجربة "تعايش النفوذ" في لبنان ولا يمنع من تكرار تجربة تعايش النفوذ في سورية، والمنطقة. وهذا الاصطفاف ضد النفوذ الإيراني في لبنان وسورية خاصة والعالم العربي عامة سيزيد مع فرنسا لأن الولايات المتحدة لا تتطابق عادة اقوالها مع افعالها حيث ان إدارة أوباما لم تعالج بجدية الشكوك الخليجية في ما سعت اليه عبر سياسات المماطلة وعدم الاكتراث وقد رأينا التلكؤ في تسليح المعارضة السورية احدى الشواهد. كذلك تجاهل اندفاع الحوثيين في اليمن, خلال مراحلها الأولى. ويبقى الدرس الكبير لدول الخليج كان من خلال تسليم واشنطن العراق لطهران. ان الشقة بعيدة بين الإدارة الأميركية الحالية وبين دول الخليج وأن هناك ازمة ثقة. فهل تستطيع الولايات المتحدة هذه المرة وفي منتجع كامب ديفيد والمشهود له تاريخيا بإبرام المعاهدات والسلام. ان يجعل الرؤى واضحة وان تعلم الإدارة الأميركية ان افضل انجاز سيكون لها هي ألا تخسر ولا تغضب حلفاء لها لهم قيمة كبيرة واستراتيجية عالمية واقتصادية كبيرة ودينية على مستوى العالم الإسلامي بأكمله. هل يستطيع أوباما ان يتفهم ان الخليجيين لا يريدون الا حماية امنهم والتمسك بمصالحهم وحفظ امن بلدانهم وهذه ابسط الحقوق المشروعة لكل المجتمعات. هل يدرك أوباما ان منع طهران من تطوير سلاح نووي سيعمل على تهدئة المنطقة وسينزع فتيل سباق تسلح محموم قد يفتح المجال امام امتلاك أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي. فالمنطقة لن تبقى متفرجة على دول بلغ عدوانها اشده بدون امتلاكها لسلاح رادع فكيف بامتلاكها له عندها ماذا ستفعل. هل يدرك أوباما ان بشار قد فقد شرعيته وانه لا دور له في مستقبل سورية. وان الأزمة السورية يجب ان تحل سياسيا. وان تدعم المعارضة المعتدلة كما ويجب ان يعود الامن لأهل سورية بعد ان عانوا القتل والتهجير وكل ذلك بمساعدة إيران لبشار واستجلاب تلك المليشيات الطائفية الموالية لها التي فتكت بشعب سورية الجريحة. فهل سيطلب أوباما من إيران صراحة ان يقول لها كفى وعودي الى طهران ام سيكون هو أوباما صاحب الخطوط الوهمية. هل يدرك أوباما ان اليمن هو قضية عربية بالكامل وانه العمق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية وان على إيران ان تخرج منه وان المملكة خير جار له فهي ستدعم امنه واقتصاده واستقراره. على عكس ما تريده منه طهران فهي تريد أن تجعله ناراً تلظى تهديه المتفجرات والسلاح حتى تمزق ارضه وشعبه. هل يدرك أوباما ان هناك بلد الحضارات بلد العراق والذي مزقته إيران وايدي عبيد طهران الطائفيين والذين يسعون لأن يجعلوا من العراق محافظة من محافظات إيران كيف لا وهم يسمعون كبار ساسة إيران وهم يقولون اننا اليوم في عاصمتنا عاصمة الدولة الساسانية بغداد ولايحرك ذلك عندهم غيرة ولاحميه. لن يقبل الخليج ولا العرب ان تذهب العراق لإيران وستعود عاجلا ام اجلا لإخوانها العرب. هل يدرك أوباما ان هناك بلداً اسمه لبنان له ما يقارب السنة بدون رئيس وقد عطله حزب مدعوم من إيران وهذا الحزب ما هو الا مليشيا تقتل اللبنانيين وتغتالهم حتى أكبر المسؤولين لم يسلم من اغتيالهم رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري. واليوم انتقلت هذه المليشيا لتقتل في سورية وتسفك دماء أطفال ونساء السوريين وكل من يدافع عن بلده ضد هذا الاحتلال الإيراني. سيد أوباما ان الأعمال بخواتيمها، فإن أنت قمت بهذا العمل على إيقاف إيران عن غيها وعدم السماح لها بامتلاك السلاح النووي، تكون قد حصلت على أكبر إنجاز. فكيف لبلدان كبيرة مثلكم تنادي بالديمقراطية وبالقيم العالمية تقبل ان تكون هناك دولة مثل إيران سجلها الداخلي من اسوأ السجلات العالمية في مجال حقوق الانسان وحقوق الأقليات واليوم يثور في طهران اهل الاهواز والاكراد وما ذلك الا لانتهاكات رجال دولة إيران الذين لم يروا من يردعهم بصدق او يوضح مجازرهم ويفضح ملفاتهم. بل وجدوا مثلك يا سيد أوباما يريد ان يكافئهم على سجل اجرامهم الداخلي وتدخلهم في شؤون جيرانهم وزعزعة امنهم واستقرارهم بأن يوقع معهم اتفاقاً نووياً سيئاً يسمح لإيران بامتلاك اخطر الأسلحة. ألا ترى ياسيادة الرئيس انه من العار ان يسكت المجتمع الدولي الذي يتغنى بالقيم العالمية المتحضرة عن دولة تدعم المليشيات المسلحة علناً بل وتشجعها بشكل طائفي الشيعية منها فقط. ويسمح لها بأن تكون مكون سياسي مسلح مثل حزب حسن نصر الله وكان يراد للحوثي نفس السيناريو وان يكون هو الحاكم الفعلي من خلف الكواليس. دول الخليج لن تقبل بعد اليوم بذلك ويجب ان يكون هناك استقرار في منطقتنا ولن يتم ذلك الا بكبح إيران. فهل تريد ياسيد أوباما ان تكون مع من يريد الصواب والسلام مع (دول الخليج). او مع من يريد الخراب والدمار ومع من يدعم المليشيات الطائفية المسلحة (إيران). * أستاذ العلوم السياسية بالمعهد الدبلوماسي بوزرة الخارجية