×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ الأحساء يرعى حفل تدشين فعاليات «قافلة (سابك) للعلوم».. الليلة

صورة الخبر

بمقدار سعادتي بحضور إنتاج الشعراء الشباب في معارض الكتاب وفي كل عام، سعدتُ بغياب إنتاج شعراء مبدعين أحب أشعارهم عن معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، والسر في هذه السعادة هو مُلاحظة تراجع مستوى الدواوين الصادرة لعدد من الشعراء الذين يحرصون على التواجد بشكل سنوي يتزامن مع معرض الكتاب، وقد أدى بهم حرصهم إلى إصدار دواوين ضعيفة فنيًا ولا يُمكن أن تُقارن بدواوين مميزة أصدروها في مراحل سابقة، مع أن الذي يفترضه المتلقي دائمًا هو أن يكون الديوان الأخير أكثر جودة وأكثر تميزًا نتيجة تراكم الخبرات وتجاوز أخطاء الديوان أو الدواوين السابقة. رغبة الشاعر في تسجيل الحضور بالإصدار ورغبته في مُنافسة الشعراء لا ينبغي أن تكون على حساب جودة وجمال ما يُقدمه من شعر، فرغم إيجابية التنافس مع المبدعين الآخرين ودوره في رفع مستوى المبدع إلا أن التنافس قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى مسارات تضر بالمبدع ولا تخدمه، لذلك وجدنا من ينصح المبدع بتوجيه اهتمامه من مُنافسة الآخرين والسعي لتجاوزهم إلى التركيز على خلق تحدي داخلي يسعى من خلاله إلى التفوق على نفسه بكتابة الأفضل، وحين سُئل الأديب العالمي فوكنر عن وجود "وصفة" لنجاح أي كاتب أجاب قائلاً: "يجب ألا يرضى الكاتب مطلقًا عما يكتبه فلا يمكن أن يكون ما كتبه جيدًا كما يجب. على الكاتب أن يحلم دائمًا ويرفع سقف طموحاته أعلى مما يعرف أنه يستطيع فعله. كما عليه ألا يشغل نفسه بأن يكون أفضل من معاصريه أو أسلافه من الكُتاب، بل عليه أن يحاول أن يكون أفضل من نفسه". عندما يشغل المبدع نفسه بتجاوز مُبدع مُعين إمّا أن يُصاب بالإحباط عند عجزه عن تحقيق هذه الرغبة، وإمّا أن يقف طموحه وينتهي عند حد تجاوز ذلك المبدع، أمّا في حالة انشغاله بكتابة الأفضل وتجاوز عمله السابق فلا شك بأن مستواه الإبداعي سيستمر في الارتفاع ولن يلحظ المتلقي تأرجحه بين قمة الإبداع وقاعه كما يحدث لكثير من الشعراء الذين انتهى سقف طموحهم عند الرغبة في تسجيل الحضور السنوي. أخيرًا يقول محمد جارالله السهلي: ليتك عطر وتهب مع كل نسناس وأشرّع ضلوعي على أربع جهاتي يا واقفٍ ما بين صدري والأنفاس ما أحدٍ على ماضيه سوى سواتي للحين وعروقي من الوجد يبّاس للحين وأنت أكثر دعا في صلاتي للحين أفكّر فيك من بد هالناس للحين وأنت أغلى وأعز أمنياتي