×
محافظة المنطقة الشرقية

القمة بصافرة الوطني وقمبر ويراقبها العنزي

صورة الخبر

تتواصل سلسلة الشكاوى التي تصل الى «الوسط» ضد لجنة العلاج بالخارج منذ فتحها هذا الملف في (15 أبريل/ نيسان 2015). وهذه المرة ليس على ابتعاث المرضى لمستشفيات الهند بل لمستشفيات المملكة العربية السعودية وإهمال اللجنة مواصلة العلاج رغم سوء حالة المرضى. فالبحرينية فاطمة بوشقر وابنتها سارة العيسى مصابتان بعجز يصل إلى 95 في المئة؛ نتيجة حادث تعرضتا له على شارع الخفجي، وهما بأمسّ الحاجة للعلاج، بيد أن اللجنة تتعامل مع موضوع علاجهما ببرود دفع البنت لليأس وتمني الموت. فسارة كانت حاملا في شهرها الخامس حينما تعرضت للحادث وأخرجت الطفلة بعد شهرين بعملية قيصرية لتنتقل لرعاية جدتها من أبيها، فسارة عاجزة حتى عن رعاية نفسها لعدم مقدرتها على الحركة أو تحريك أطرافها نتيجة ما أصابها من شلل بفعل الحادث. مأساة المواطنتين فاطمة وابنتها سارة لم تستطيعا أن تروياها بأنفسهما لـ «الوسط» أثناء زيارتها منزلهم؛ ذلك ببساطة لأن أيا منهما لا تستطيع النطق، فتكفلت بالحديث إيمان بوشقر شقيقة فاطمة، فتقول: «تعود تفاصيل الحادث لشهر فبراير/ شباط 2014 عندما تعرضتا لحادث مروري بليغ على شارع الخفجي، دخلتا على إثره في غيبوبة لمدة شهرين في مستشفى بالمملكة العربية السعودية. وبعد استفاقتهما نقلتا للمستشفى العسكري بالبحرين وبقيتا لمدة شهر». وعن وضعهما الصحي، أفادت «أخبرونا أنهما تعرضتا لنزيف داخلي أثر على العصب فأفقدهما القدرة على الحركة والنطق. ففاطمة تعاني من عجز يصل الى 75 في المئة وتتحدث بصعوبة ولا تستطيع الحركة إلا بالعكاز، أما سارة فنسبة العجز 95 في المئة ولا تستطيع النطق أو الحركة». سارة كانت حاملا أثناء تعرضها للحادث كما وضحت بوشقر «كانت حاملا في شهرها الخامس. وبعد استفاقتها من الغيبوبة ونقلها للبحرين أجريت لها عملية قيصرية وبقيت طفلتها تحت الرعاية قبل أن تنقل لأم أبيها لتربيتها، ومنذ ولادتها لم تستطع سارة حمل أو احتضان ابنتها فضلا عن رعايتها بسبب عجزها حتى عن رعاية نفسها». وتواصل بوشقر حديثها «المستشفى العسكري رفض بقاءهما أكثر من شهر؛ بحجة أن المستشفى للعسكريين فقط. فطلبنا نقلهما لمستشفى السلمانية أو الملك حمد، لكننا تفاجأنا بنقلهما ودون علمنا للمنزل. ولأنهما بحاجة لرعاية خاصة وعلاج طبيعي قصدنا مستشفى السلمانية كي يتم تحويلهما لمركز ابراهيم كانو الصحي للعلاج الطبيعي، فرفض طلبنا في البداية؛ لأن الحادث مر عليه شهور، لكن بعد الإلحاح تم تحويلهما». بقيت فاطمة وابنتها في المركز شهرين تلقيتا خلاله العلاج الطبيعي، وأثناء ذلك كانت العائلة تضع كل ثقتها في لجنة العلاج بالخارج فكانت على تواصل معها لإبتعاثهما للعلاج في أحد المستشفيات المتقدمة في الخارج. تقول بوشقر: «لم نراسل أي مستشفى أو أطباء في الخارج فلقد وضعنا ثقتنا في اللجنة لأنهم أهل اختصاص وخبرة». وبعد انقضاء شهرين من العلاج في مركز ابراهيم كانو الصحي وصلت للعائلة موافقة من قبل اللجنة كي يتم علاج فاطمة وابنتها بمستشفيات السعودية. وأرسلتا فعلا للعلاج وبقيتا هناك لمدة شهرين. لكن لم يكن العلاج الذي يتلقونه هناك مختلفا، كما أفادت بوشقر «العلاج في السعودية لم يكن مختلفا عما هو في البحرين. نفس الأجهزة ونفس التمارين. كانت فاطمة تتحسن بشكل بطيء منذ علاجها في مركز كانو، لكن سارة لم يطرأ عليها أي تحسن، وعادت من السعودية كما ذهبت». بعد شهرين من العلاج في السعودية أعيدتا للبحرين على أن تستأنفا العلاج بعد 3 شهور «كان من المفترض أن تسافرا في ديسمبر الماضي، لكن اللجنة لم تهتم لأمرهما وبقيتا لمدة 5 شهور دون علاج» تقول بوشقر، وتضيف «بعد مراجعتنا اللجنة مرات عدة تقرر ارسالهما لمواصلة العلاج وتم تحديد يوم السفر واستلمنا التذاكر ومبلغ المصروفات، وقبل يوم واحد من السفر تلقينا اتصالا من اللجنة يفيد بوجود خطأ، وان الترتيبات مع المستشفى في السعودية كانت على أساس الفحص لمدة يوم واحد وليس لمواصلة العلاج». «هذه اللجنة هي المحتاجة للعلاج والمحاسبة»، هكذا وصفت بوشقر لجنة العلاج بالخارج. وشددت «فمن غير المعقول أن يحدث هذا الخطأ في مارس الماضي وحتى هذا التاريخ لم يصلنا أي اتصال منهم لتحديد يوم آخر للسفر. نحن محبطون جدا بعدما وضعنا ثقتنا فيها. فسارة وضعها الصحي معرض للانتكاس في أي لحظة، وباتت تتمنى الموت على أن يستمر الوضع على ما هو عليه, بينما هم بعيدون كل البعد عن حس المسئولية». وناشدت إيمان بوشقر وزير الصحة والنواب للتدخل العاجل وايجاد حل لما وصل اليه حال المرضى؛ بسبب سوء أداء اللجنة، معتبرة ان «حياة المواطنين وصحتهم فوق كل اعتبار» واختتمت «كما اناشد المحسنين وأصحاب الأياد البيضاء الباحثين عن الأجر والثواب مساعدة فاطمة وسارة والتبرع لهما بالعلاج، كي تعودا لحياتهما الطبيعية بعد أن فقدتا الأمل في هذه اللجنة».