يقول الكاتب الإنجليزي شكسبير: أنا سعيد أتدرون لماذا؟ لأني لا أتوقع شيئاً من أي شخص.. وأضيف وإن شئت أنقح: أنا ناجح لأني لا أنتظر الإشادة والمديح بل وأتوقع النكران والانتقاد.. وربما الإساءة. ثبت طبياً وعلمياً أن الإحباطات إذا ما توالت على شخص أصابت مواطن طموحه ونبوغه في مقتل وأردته فاشلاً هذا في أحسن الأحوال أما أسوأها فهي إصابته بأمراض وعلل نفسية.. ما يجب أن يعرفه الجميع ويعمل بمقتضاه أن النجاح الحقيقي المستدام ليس بامتلاك ناصية الطموح والاستزادة بالعلم والمعرفة بقدر ما هو التزود بمصدة منيعة ضد الانتقادات ومثبطات العزائم ومتى ما استطاع واحدنا القفز عليها دون أن تنال من طموحه وعزيمته وبأسه سوف يصل لا محالة لأعلى مدارج النجاح. جدير بالذكر أن مجتمعنا «بالطبع ليس في معظمه» يتوق لتثبيط الهمم عوضاً عن الإشادة وإذكاء النجاح رغم أن «الإطراء الموضوعي» لو كُرس لارتقى المجتمع بمجمله فلن يخسر الفرد لو أثنى على زميله أو حتى أي شخص لا يعرفه بوصفه أنجز عملاً يفيد المجتمع ولن يضير المدير لو أشاد بموظف متألق لدراية المدير بأن الناتج عائد للمنظومة، لكن يبدو أن هناك ثمة شح وفقر مدقع بثقافة الإشادة، يقابله سخاء إلى حد البذخ في الإحباط.. السؤال هل ننتظر انجلاء هذه الثقافة «المحبطة»..؟ بالطبع لا، فعلينا مواجهتها بالتسفيه وبكلمة أوضح لا ننتظر الإشادة من أحد مهما قدمنا من نجاحات وإنجازات بل علينا توقع الانتقاد ربما من أقرب المقربين ومتى امتلكنا هذه المنعة والحصانة ولنسمها ثقافة «إجهاض الإحباط» فلن يجد اليأس مكاناً في طموحنا وبالنتيجة سوف تتوالى النجاحات وتضمحل ثقافة الإحباط وربما تتلاشى لعدم جدواها!.