لا يمكن لك أن تبحث عن الأمل لمن يحاول أن يجرّعك الألم، ولا يمكن لمن أسقى الناس من كأس المرارة أن يُعرض عن تذوقها، ويعتبر ذلك حلالاً على غيره، حراماً عليه، بل ينبغي أن ترغمه يد العدالة على تجرعها حتى الثمالة. ما حدث من تطاول غبي، من ميليشيات الحوثي، على مدينة نجران، في وقت تمد المملكة العربية السعودية يدها للأشقاء اليمنيين ببوادر الأمل، وإنهاء لعاصفة الحزم، وإنشاء لمركز إنساني لليمن، في الرياض، ودعم حملة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن، يعد نكراناً للجميل، وبكل بشاعة. إنّ ما يحدث لهو دليل قاطع على عبثية الحوثي ومسانديه من أتباع المخلوع صالح، الذين لا يريدون خيراً، قط، لليمن ولا لليمنيين. ففي الوقت الذي تعلن فيه قوات التحالف العربي وقف عمليات عاصفة الحزم، وتبدأ أولى مراحل عاصفة الأمل، يبدأ هذا اللئيم بإطلاق القذائف والصواريخ على المدنيين، في مدينة نجران، جاءت تلك الفئة الباغية إلى حتفها بنفسها. لقد صمدت نجران، ولم يهتز فيها شعرة، وصمدت من خلفها مملكتنا الأبية، واستجابت قيادتنا الباسلة لنداء نجران، ثم ردّت برد مزلزل، زلزل الأرض تحت أقدامهم، فاللئيم لا يعرف أن الحق حق إلا عندما «يرى العين الحمراء». «ثأر نجران» قد تقلب الأمل لديهم إلى ألم، وقد تكون هي الفاصلة في الحرب الدائرة في اليمن، وسيقبل الحوثي كل الفرقاء، من المكونات السياسية، في اليمن، وسيرضخ هو وأنصاره. لا ينبغي أن تقف عاصفة «ثأر نجران»، عاصفة الألم، والرد الحازم، حتى يدينوا دين الحق، ويسلموا السلاح عن يدٍ وهم صاغرون. أمّا اليد التي تريد أن تمتد إلى شبر واحد من بلادنا فسنقطعها، ولم يُخلَق بعد الذي يريد أن يستفزنا، دام فيها سلمان والمحمدان.