×
محافظة حائل

خيرية سميراء تمول أحد عشر مشروعا للأسر المنتجة

صورة الخبر

الدمام إبراهيم جبر العبودي يقف مع أحد العمالة.. ويتحسس الجدران أصيب عبدالله عمر العبودي بخلل في أعصاب الشبكية وهو في الصف الخامس الابتدائي، ليضطر فيما بعد إلى مواصلة تعليمه في برنامج الدمج بمحافظة القطيف في مدرسة تتيح للمكفوفين أن يدرسوا مع إخوانهم من المبصرين، وكانوا حينها 6 مكفوفين في فصل يتكون من 32 طالباً. أنهى العبودي المرحلة الثانوية والتحق بمركز تأهيل المعاقين في الدمام وتعلم الحاسب الآلي على طريقة «برايل»، ليعمل بعدها في القطاع الخاص في مهنة مأمور سنترال براتب 2700 ريال، إلا أن عدم تغطية الراتب مصاريفه جعله يقرر بعد 12 شهراً ترك العمل متحدياً الصعاب وليخوض بنفسه العمل الحر. فتح العبودي ورشة للنجارة والحدادة ومحلاً للف المواطير، ويصف نفسه بالعنيد لولعه وحبه الشديد في رفع الأثقال متجهاً إلى الصالات الرياضية التي رفضته غالبيتها كونه ضريراً، إلا أنه قد وجه نفسه مقاولاً ناجحاً. تحدث العبودي لـ «الشرق» قائلاً: «في بداية عملي كمقاول حصلت على عقد من الباطن من شركة لديها عقد لصيانة شاطئ نصف القمر من أمانة الشرقية وأنجزته، ثم أتسلم مشاريع أخرى، وقد حدث لي نتيجةً لنقص العمالة تعثر في مشروع مدرسة الأمل للصم في الدمام وقيمته مليون و260 ألف ريال، وكذلك مشروع إنشاء روضة بـ116 ألف ريال، لكنني لم أحبط بل تواصلت مع اللجنة حيث ساعدوني ووافقوا على أن يمددوا المشروع لي، وقلت لهم عندي استعداد أن أخرج من هذا المشروع خسران، وأهم شيء أن لا توضع مؤسستي في القائمة السوداء، فالخسارة سأعوضها في مشاريع أخرى بإذن الله». وعن الصعوبات التي قد يواجهها، وهو المقاول الكفيف، أضاف العبودي: «لا توجد لدي صعوبات، أنا أتحسس البلاط بقدميَّ واللياسة بيديَّ والمهندس موجود يشرح لي الصورة وأجد لهم الحلول، لكنني لا أقترب من الكهرباء أبداً، لدي في المؤسسة حوالي 12 موظفاً فيهم المهندس والسباك والكهربائي والمحاسب، وأحد أقربائي الذي أثق بأمانته، وكذلك موظف مهمته التعقيب لمراجعة الدوائر الحكومية أرافقه في أحيان كثيرة لمساعدته في الأمور التي تحتاج وجودي». يقول عنه أحد المهندسين الذين عملوا معه: «عندما حضرت وعرفت أن كفيلي ضرير أصبت بإحباط، وبعد فترة وجدت عبدالله لديه طاقة كبيرة، فهو يسألني عن بعض الأرقام والكميات، فأرجع للأوراق في حين يتذكر هو كل الأرقام والكميات دون الرجوع لها». وعن مشاريعه المستقبلية قال العبودي: «لدي أرض في الصناعية الثالثة بمساحة 5800 متر مربع، وأنوي افتتاح مصنع لمنتجات الأخشاب». ووجَّه العبودي رسالته إلى المستثمرين لمواجهة التستر الذي يضر بمصلحة الوطن والمواطن ويضرهم، مناشداً الجميع أن يتعاونوا لكشف هؤلاء الذين يضرون بالمصلحة الوطنية، وفي الوقت ذاته وجَّه رسالته للمتستر نفسه بأن يراجع حساباته وخطواته، فالمطالبات التي سوف تنشأ على مؤسسته بعد أن يتركها الوافد سوف يكون هو المطالب بدفعها، وقد توقعه فيما لا تُحمد عقباه». ووجَّه العبودي رسالته لذوي الاحتياجات الخاصة مطالباً إياهم بعدم الخوف من خوض التجارب العملية أياً كانت، وأن لا تكون الإعاقة سبباً في عدم طلب الرزق والسعي الجاد للعمل، قائلاً لهم: «لا تخافوا وادخلوا مجال الاستثمار التجاري».