تمثل المشاريع والبرامج التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الجانب الثقافي وكذلك الفني ركيزة أساسية من ركائز تطور وازدهار الثقافة والفنون في الإمارات، وهي من ميزات مدينة دبي التي أصبحت واجهة حضارية تستقطب كل أشكال الثقافة والمعرفة، وتؤكد رسوخ نهج الإمارات الثابت في التركيز على القيم وإعلاء شأن التميز وإثراء الحركة الثقافية المحلية والعربية والعالمية . لنتأمل واحداً من هذه المشاريع الكبيرة التي هي بمثابة مبادرة عنوانها (جائزة محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون) التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مارس ،2009 بهدف تأسيس بنية تحتية ثقافية قوية، وتعزيز اهتمام مختلف شرائح الجمهور بالفعاليات الثقافية والفنية، ورفدها بالدعم والتشجيع اللازمين لضمان نموها وازدهارها . وتعتبر هذه (الجائزة) التي ترعاها هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) الأولى من نوعها في الوطن العربي، وتكرّم الأفراد والمؤسسات ممن قدموا مساهمات مالية وعينية قيمة لعبت دوراً محورياً في إثراء الحركة الثقافية والفنية في إمارة دبي، ويمكن لداعمي الفنون تقديم طلبات الترشح للجائزة عبر موقع إلكتروني خاص تعبيرا عن مساهماتهم في دعم الفنون التشكيلية والفنون الأدائية والأدب والسينما . وتنقسم الجائزة إلى أربع فئات: داعمو الفنون المتميزون، وداعمو الفنون، ومساندو الفنون، وأصدقاء الفنون . في العام 2012 حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الاحتفالية الخاصة التي أقامتها هيئة دبي للثقافة والفنون، للكشف عن هوية الفائزين بجوائز الدورة الرابعة لهذه الجائزة التي منحت في حينه ل 40 شخصية تقديراً لدورهم الفاعل في دعم وإثراء الحياة الثقافية والفنية في إمارة دبي . وتكمن أهمية هذه الجائزة في تعزيز الوعي بأهمية دور الداعمين في حفز نمو وازدهار الحركة الثقافية والفنية، ويحتل قطاع الفنون البصرية نصيب الأسد في جوائزها بما في ذلك مختلف المجالات الفنية والأدائية والآداب والسينما . ورسخت هذه الجائزة مكانة دبي كوجهة ثقافية وفنية عالمية تستقطب ألمع المواهب، استناداً إلى الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث حقق القطاع الثقافي في دبي نمواً لافتاً، بفضل الالتزام الكبير الذي يبديه داعمو الفنون تجاه إثراء الحركة الفنية . تم إنشاء (هيئة دبي للثقافة والفنون) في مارس 2008 بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بصفته حاكماً لإمارة دبي ليس لجعلها وجهة اقتصادية فحسب بل وجهة ثقافية أيضاً لتعزز من كيانها كمدينة ذات طابع فائق التميز اقليمياً وعالمياً . ويأتي إطلاق الهيئة في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2015 التي تهدف إلى وضع دبي على الخريطة الثقافية والتراثية العالمية، وإلى دعم القطاع الثقافي الذي يمثل محوراً أساسياً في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة . . إضافة إلى تعزيز قطاعات الفنون التاريخية والمعاصرة بأنواعها كافة، مثل الفنون المسرحية والموسيقية والسينمائية والتشكيلية وغيرها . تسعى الهيئة إلى تعزيز مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن العالمية تنوعاً على الصعيد الثقافي، حيث يتلاقى فيها الشرق مع الغرب . كما تعمل على تشجيع سكان دبي الذين ينتمون لأكثر من 200 جنسية، على التفاعل والمساهمة في الحياة الثقافية والفنية . وتعنى الهيئة بكثير من المبادرات منها (مهرجان دبي لمسرح الشباب) الذي يعتبر من أبرز المبادرات التي أطلقتها "دبي للثقافة" وتقام فعاليات هذا الحدث بشكل منتظم في ندوة الثقافة والعلوم فلي منطقة الممزر، وهو يعد أحد أكبر الفعاليات المسرحية على مستوى المنطقة، مقدماً للمواهب الفنية الواعدة فرصاً استثنائية لتقديم إبداعاتها أمام جمهور كبير، وانطلاقاً من التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نحو تعزيز الاهتمام باللغة العربية وتوسيع نطاق استخدامها، يركز المهرجان بصورة خاصة على توظيف اللغة العربية الفصحى في الأعمال المسرحية . ومن المشاريع التي ترعاها الهيئة وهي كثيرة مشروع "الفن في الأماكن العامّة" وأطلق في العام ،2010 والهدف منه عرض إبداعات المواهب الفنيّة الواعدة في الأماكن العامة؛ لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المتلقين للفن؛ وليصل فنهم إلى أكبر شريحة ممكنه من النّاس، وللخروج من الإطار التّقليدي في عرض اللّوحات ضمن معارض تخصصيّة، ويُركز المشروع على أنماط فنيّة معيّنة مثل: الرّسم والفنون الرّقميّة والتركيب وفنون الاستنسل والوسائط المُتعدّدة واللّوحات الجداريّة، وتترجم هذه اللّوحات نظرة الفنانين لمدينة دبيّ، ولهويتها المميّزة؛ لذلك جاءت الأعمال الفنيّة تعكس ثقافة دبيّ الإبداعيّة، وجاءت كذلك متنوّعة ومتعدّدة، فثمّة الإبداعات الرّقميّة التي تجسّد تطوّر دبيّ العمراني، والأعمال الفنيّة التّجريديّة التي تصوّر تراث دولة الإمارات العريق، والصّور الفوتوغرافيّة التي تعكس الهويّة الوطنيّة لدولة الإمارات . وقد نُفّذت هذه الأعمال الفنيّة بأساليب تقليديّة أو عصريّة من قِبل الفنانين، ويُمثّل هذا المشروع مُبادرة فريدة من نوعها، من حيث فكرته المرنة في عرض الأعمال الفنيّة من جهة؛ ولأنه يجمع الفنانين الإماراتيين والمقيمين من جهةٍ أُخرى، فكلّ يُعبّر عن رؤيته وهويته وتطلعاته بأسلوبه الخاص . وتتشارك مجموعة من المؤسّسات في دبيّ للإسهام في هذا المشروع كجهات داعمة ومعزّزة للفن، وذلك لتُعرض أعمال الفنانين في أماكن دبيّ العامة، وتتمازج الثّقافات بصورة تجعل المُنتج الفني يأخذ حقّه في العرض والانتشار . وتشرف الهيئة كذلك على إقامة ملتقى (الفن في الأماكن العامة) الذي يشكل منطلقاً رئيسياً لتعزيز الحوار والتواصل الثقافي بين الفنانين الإماراتيين والعالميين، ويتيح للفنانين الزوار فرصة استثنائية للعمل جنباً إلى جنب وتبادل الرؤى الإبداعية مع الفنانين في الدولة، والاستلهام من أجواء المدينة وهويتها المتفردة لتنفيذ أعمال فنية جديدة، ويسهم هذا الملتقى في تحقيق إنجازات فنية استثنائية، تعبر في مضمونها عن التناغم الإنساني بين الفنانين من كافة أنحاء العالم . في الثالث من مارس عام 1987 التقت مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي برئاسة الأديب إبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية عضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وقد تدارسوا إمكانية وجود مؤسسة تعنى بالثقافة في دبي وخلال اللقاء تم الاتفاق على أن يتم إنشاء مؤسسة أهلية تخضع لقانون الجمعيات ذات النفع العام، وعلى أن يتم ذلك بعد العرض على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء للاستئذان بالتأسيس، وكان اللقاء بصاحب السمو دافعاً لأهمية هذا التأسيس وأن يحرص القائمون عليها على تقديم وجه دبي الثقافي بما يتناسب وتطلعات الإمارة، وأن يخصص لها مقر يلبي جميع احتياجاتها من مستلزمات العمل الثقافي، وتعهد سموه بتحمل تكاليف الموازنة التشغيلية . انطلقت "ندوة الثقافة والعلوم" بعد إعداد مشروع نظامها الأساسي ومخاطبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والتي أصدرت قرار الإشهار في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني ،1987 جمعية ثقافية علمية ذات نفع عام لها جمعيتها العمومية التي تنتخب مجلس إدارته . ومنذ ذلك التاريخ وندوة الثقافة والعلوم تمارس أنشطتها وبرامجها التي شكلت منحى جديداً في خريطة العمل الثقافي النوعي في الدولة، لتتوج جهودها ببناء المقر الدائم الذي تم افتتاحه في الثامن عشر من مايو ،2008 مقدمة عبر سنين عمرها الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية الرائدة . في عام 2013 أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بصفته حاكماً لإمارة دبي، المرسوم رقم "8" لسنة ،2013 بإنشاء "مؤسسة الإمارات للآداب" كمؤسسة ذات نفع عام تتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة وتهدف إلى تشجيع الآداب وإيجاد البيئة المناسبة للأدباء، وبرأسمال قدره 7 .18 مليون درهم، على أن يشترك في تأسيسها ثلاث جهات رئيسية هي "طيران الإمارات"، و"هيئة الثقافة والفنون في دبي"، و"مؤسسة مهرجان الكتاب" . ونص المرسوم على تشكيل مجلس أمناء "مؤسسة الإمارات للآداب" برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وعضوية كل من: سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، أيزابيل أبو الهول، الدكتور لؤي محمد بالهول، موريس فلانجان، د . رفيعة عبيد غباش، د . حصة عبدالله لوتاه . ومن اختصاصات المؤسسة تنظيم وإدارة مهرجان "طيران الإمارات للآداب" والإشراف عليه سنوياً، واستقطاب مشاهير الكتاب العالميين إلى المهرجان، لتقديم إبداعاتهم الأدبية للجمهور إضافة إلى عمل المؤسسة على ضمان أن يكون المهرجان شاملاً ومتاحاً للجميع . وتعنى المؤسسة بتعزيز وتوفير البيئة المناسبة للمنتجات الفكرية وللكتاب والشعراء والأدباء المحليين، وتتولى أيضاً تشجيع الإنتاج الأدبي باللغتين العربية والإنجليزية وكذلك اللغات الأخرى، مع الاهتمام بالإنتاج الأدبي الموجّه للأطفال، علاوة على تشجيع المطالعة والقراءة خارج الفصول الدراسية .