×
محافظة مكة المكرمة

75 حديقة عامة خلال 3 سنوات في جدة

صورة الخبر

ـ كل من يتعالى على البشر لا يستحق أن يُنصت إليه أحد سواء أكان مفكراً أم عالماً أم خطيب جمعة؛ فحتى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام كانوا ملوك التواضع والخلق الحسن والابتسام في وجوه الناس مع أنهم يحملون الحق السماوي، وليس مجرد نظريات معلبة! ـ أما أقسى أنواع الاحتجاج فهو أن يُترك المغرور يتحدث إلى نفسه وأن توكل مهمة متابعته إلى الحيطان والجمادات بأنواعها، وأن يمضي الناس إلى شأنهم ومستقبلهم بعيداً عن هذا الصلف الجاهلي الذي لا يناسب العصر ولا شبابه الرائعين المحترمين. ـ طلاب جامعة اليمامة أثبتوا أنهم أكثر حضارة ممن يوصفون زوراً وبهتاناً بمفكري النخبة، وأن وقتهم أثمن من أن يضيع في الاستماع إلى نظريات أكل الدهر عليها وعلى ناقليها وشرب؛ فما بالكم حينما تُقدم إليهم تلك النظريات والأفكار بمنتهى الغرور والجلافة؟! لقد صفعوا المفكر بشكل حضاري ومضوا غير نادمين، وسجلوها للتاريخ؛ تواضعوا ثم تحدثوا أيها الأشاوس!! ـ بصراحة لدينا نخبة من العجائز يعتقدون أنهم كل شيء في البلد، وأن كل كلمة يقولونها تستحق أن تُكتب بمداد الذهب وأن يحملها الركبان معهم في حلهم وترحالهم، وليتهم يعلمون أن أغلب المستمعين في أماكن أخرى يمنعهم الأدب وحسن التربية فقط من مغادرة القاعات التي يعتلي منابرها مثل هؤلاء المتقدمين في العمر والمتأخرين جداً جداً في التواضع! ـ إنها رسالة قوية بالفعل؛ بل صفعة مدوية وجهها طلاب جامعة اليمامة إلى كل طاووس بلدي يظن نفسه فوق الجميع، وهذه الرسالة تقول ببساطة إن التواضع والأخلاق قبل الثقافة وحتى قبل الفكر؛ بمعنى آخر على كل نخبوي أن يحترم الآخرين قبل أن يتحدث عن الحضارة أو عن غيرها. ـ هذا الجيل الرائع سن سنة حسنة؛ أتمنى أن أراها في أكثر من مكان، وأن تُعمم على كل قاعة يعتلي منبرها طاووس بلدي أو مستورد، وما أكثر هذه القاعات المتكبرة والمغرورة على لا شيء في عالم النخبة.. إنه مؤشر مهم جداً على درجة الوعي التي وصل إليها هؤلاء الطلاب، ولا عزاء أبداً للطواويس والنخب المتعالية والمتحجرة!!