قال خبراء وسياسيون مصريون: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقود التحالف العربي في حرب تهدف للحفاظ على الكيان العربي، في مواجهة الأطماع التوسعية الإيرانية، وللحيلولة دون تمكين قوى التطرف والتقسيم من تنفيذ خططها لتحويل الوطن العربي إلى «كانتونات متصارعة». وقال المفكر السياسي المصري الدكتور مصطفي الفقي: إن موقف المملكة المشرف من تداعيات الأحداث في المنطقة العربية، يؤكد إيمانها واضطلاعها بمسؤولياتها القومية كواحدة من أهم الدول العربية. ووصف التحرك السعودي على المستويين العسكري والسياسي، بأنه «تحرك واعٍ اقتضته الضرورة»، موضحا أنه «يمكن القول إن المملكة تقود حربا للحفاظ على كيان الدول العربية من السقوط في براثن قوى التطرف والإرهاب، وهو مسعى حميد للحفاظ على شكل الدولة المعاصر». وأشار الفقي إلى أن فكرة تصدير الثورة الإيرانية، التي عملت عليها إيران، تجني شعوب المنطقة آثارها، لافتا إلى أن هذا ما تواجهه المملكة بقيادتها للتحالف العربي ووقوفها بالمرصاد، في مواجهة الفكر الإيراني. وأكد الفقي أن المد الإيراني يمثل إشكالية كبرى وحقيقية تواجه المنطقة العربية، حتى بات أكثر خطورة من الصراع العربي الإسرائيلي، مشددًا على أن الحراك العربي بقيادة المملكة سيكون مفيدا لوقف فكرة الهيمنة الإيرانية. من جهته، قال مستشار مركز الاهرام للدراسات، الدكتور حسن أبو طالب، إن معطيات الحراك السعودي في الآونة الأخيرة تؤكد أننا أمام دولة كبرى تضطلع بمسؤولياتها التاريخية، وأضاف: إن هناك تفهما عربيا ودوليا لمواقف وسياسات المملكة يعزز من فرص نجاحها، وبالتالي قدرة المنظومة العربية على الحفاظ على الأمن القومي العربي. موضحا أن نجاح محاولات إعادة الشرعية إلى اليمن ستعزز أيضا من فرص إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، وتحقيق الوفاق الوطني العراقي، معتبرا أن الأزمة الحقيقية ليست في المذهبية، وإنما في رغبة ايران في مدّ نفوذها بالمنطقة على حساب المصالح والنفوذ العربي. بدوره، أكد الخبير العسكري المصري، اللواء أحمد عبد الحليم، أن هناك تغيّراً كبيرًا في المواقف العربية تجاه التأكيد على أن الأمن القومي العربي لا يمكن المساس به، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية تعرضت خلال السنوات القليلة الماضية لمحاولة تقويض لأمنها الداخلي، وتحويلها إلى «كانتونات متصارعة». وقال: إن هناك صحوة عربية لا يمكن إغفالها تجاه الحفاظ على الأمن القومي العربي، ومجمل الأزمات في المنطقة مرشحة للانتهاء خلال الثلاث سنوت المقبلة، سواء في اليمن أو سوريا أو العراق».