الظاهرة الحوثية نمت كنبتةٍ شيطانية نتيجة الفوضى، حينما بلغ تيار الفتنة ذروته في اليمن الشقيق، فحاول أن يستظل بتلك النبتة الفاسدة أعداء الاستقرار وبقية المنهزمين من فلول الواهم المعزول علي صالح، فصار كلٌ منهما يُفصِّل للآخر ثوب الطيش والضلال، فيلبسه حتى لو كان على حساب أمن البلد واستقراره، وترويع المواطن وإرهابه مع أدق تفاصيل البلاء الجاثم على الصدور من إراقةٍ لدماء الأبرياء وممارسةٍ لكل وسائل الدمار والقمع، هكذا ظل الحوثيون وأعوانهم يعيثون في الأرض فساداً غير آبهين بنداءات المخلصين ومبادرات أهل الحكمة والرشاد، حتى ثار البركان وانطلق إعصار عاصفة الحزم التي وضعت النقاط على الحروف، وأوقفت تلك العدائيات عند حدودها، لتبشر الديار بوقف الدمار وبداية عهد الإعمار، بعد أن خشي السعداء بعملية العاصفة من وقوفها المفاجئ وهي لم تحقق إلا بعض أهدافها، فأهم مكاسبها موافقة الحوثيين بالجلوس على طاولة التفاوض، حيث نفذ الحلفاء رغبة الرئيس اليمني (عبدربه منصور) الذي أكد أن العملية أدت جزءاً كبيراً من أهدافها واستطاعت حماية الشرعية حتى غدت (عاصفة الحزم.. إعادة الأمل) التي يقصد بها التحول لاستئناف العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي، فالأمر في الحقيقة تغيير السياسة وفتح نافذة للتعايش والحلول السلمية، وليس إيقافاً لعملية الحزم، علماً بأن هذه الهدنة جاءت نزولاً للرغبة الإقليمية والعالمية لإيجاد حلٍ سياسي يرأب الصدع ويرضي كل الأطراف عبر حلولٍ سياسية سلمية وهذا هو الأسلوب الأمثل لإنهاء أزمة اليمن الشقيق نهائياً، وحتى تبدأ عملية (إعادة الأمل) انطلاقتها بعد تدشينها مؤخراً لتعمل على حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب وتقديم المساعدة الإغاثية لليمن الشقيق، بل والاتجاه نحو التنمية والإعمار وتقديم المساعدات الغذائية للنازحين والمتضررين والعلاجية للجرحى، بالإضافة إلى ما حققته من أهدافٍ أمنية تتمثل في تفتيش السفن في مضيق باب المندب. إن وقف عمليات عاصفة الحزم وبدء عمليات إعادة الأمل، يعد فرصةً سانحة للحوثيين وجماعة صالح للانصياع لمنادي السلام والحوار، في حين يكون رفض هؤلاء المتمردين لهذه الفرصة الذهبية تقويةً لموقف الشرعية ودول التحالف التي لم تقصر عندما فتحت للمتمردين نافذةً للجنوح للسلم والعودة للحوار، وفي هذه الحالة يعذر التحالف إذا واصل قصفه مجدداً وعاد إلى الخيار العسكري مجبراً. sbt@altayar.info