×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية الفجيرة استشاري معتمد في برنامج زايد للإسكان

صورة الخبر

لو طُلِب منا إحصاء عدد المشاكل التي مرت بكل واحد منا منذ أن كنا صغاراً، سنجد أن جميعها.. من أقلها توتراً وإيلاماً للروح إلى أكبرها من المصائب والجلل، أيُعقل أن يكون الرقم الناتج لا يتعدى العشرة أو العشرين؟، أم من الطبيعي أن يتفاوت العشرات ولربما المئات؟ كلٌ بحسب عمره وسنه، مشاكل وأحداث.. مآزق وعوائق.. كلها مرتبطة بأعراض عامة قد تتضاعف أو تقل، ترتبط بالتوتر والضيق.. بالحزن والألم.. بالهم والتفكير.. وتلتصق بمشاعر سلبية أحياناً تجاه الطرف الآخر الموازي لنا في تلك المعضلة. كيف لنا أن نرتاح منها ومن تبعاتها؟، وكيف للعقل والقلب أن ينفكا عنها تفكيراً وإحساساً؟، إلا بحلٍ ينهيها ويختمها، والحلول لا تكون في متناول اليد دائماً فتارةً تكون القوة في صفك لتستطيع قطع الشر من جذوره وحل الأزمة، وتارةً أخرى تكون أنت في جانب المستضعف صاحب اللاحيلة واللا قوة، إن نطقت فُهِم منطقك بحسب أفهامهم واتُهِمت بصنعك للمكائد وحبك للمشاكل، وإن صمتّ ضاق صدرك بقلة حيلتك وهوانك وضعفك، لتكون بين نار الاتهام ومضاعفة البلاء بلاء وبين نار الضعف والهوان، في تلك الحالة على وجه الخصوص وبشكل أدق يكون بين يدي المستضعف سلاح لا يُرى لكنه يقصم الجبال، إنه ذو حدين أولها الصبر وثانيهما الدعاء حيث لا ينفك إحداهما عن الآخر بتاتاً، فإن اكتفينا بالصبر كنا ممن لا يبذل الأسباب وممن يقبل على نفسه قلة الحيلة والاستضعاف، وإن التزمنا بالثاني وحده سنستعجل جواب السؤال ونتهور لنواجه الخصم من دون تأنٍ ولا دراسة، ثم قد نرجع خالي الوفاض خاسري الجدال. أن تصبر يعني ألا تواجه في لحظة غضب وتوتر، في صبرك تبياناً للآخر أنك غير مهتم بما يقول ويفعل ما دمت متحكماً في ملمحية وجهك وتعابيره، في الصبر تحمل لجميع أنواع الضغوط، أما الدعاء فيكون ذا نفع ضخم وعظيم إذا ما ابتدأناه بحسن ظن بالله جلَّ وعلا وتوكل عليه، إذ لابد من الاعتقاد التام والجازم واليقين الثابت أن الله جلَّ وعلا مع المظلوم وأنه ينصر المستضعفين وأنه سبحانه لا يخيب ظن من استعان به وتوكل عليه، ولابد أيضاً مع الدعاء أن ننتقي الألفاظ فيه ونختارها اختياراً مناسباً، فإن كانت الحاجة للنصر سألنا ربنا باسمه النصير، وللقوة ناديناه بالقوي والجبار، وللتدبير طلبنا منه حاجتنا باسمه الوكيل المدبر. أتعلم قارئي ما هو النصر الحقيقي للمشاكل مع الآخرين؟، النصر من عند الله عز وجل حينما تصبر وتدعو ليتولى ربك عنك حوائجك وأمورك فيتولاها سبحانه من حيث لا تعلم، لتجده ينصرك حينما يتكلم غيرك بما يجول في خاطرك، وحينما يكون الناس في صفك من دون أن تطلب العون والمساعدة منهم، ذلك النصر لن يراه أحدنا إلا إن لمسه واستشعره وربطه بذلك السلاح.. الصبر والدعاء. |jasmine_m_alj@