كتب - سحر معن: التوفيق بين متطلبات الدراسة الجامعية وطموحاتها .. والأحلام الوردية عن تكوين أسرة سعيدة بالزواج في سن مبكر، مشكلة تواجهها بعض طالبات الجامعة خاصة في سنوات الجامعة الأولى. فيجتمع الحُلم الوردي مع أعباء الدراسة لتقف الفتاة حائرة بقلب محب، وعقل مفكر بين تحصيل العلم، الذي لا بد منه في ظل هذا التقدُّم المتلاحق، ورغبتها في إثبات ذاتها والحصول على مؤهل جامعي والعمل في المجال الذي ترغبة .. وبين دورها كزوجة مساندة وداعمة، وشريكة حقيقية لزوجها. وتؤكد طالبات متزوجات لـ الراية أنهن يواجهن صعوبات كثيرة في الجمع بين حقيقة كونهن طالبات على مقاعد الدرس وأمهات مسؤولات عن بيوت وأبناء. وأشرن إلى أن تلك الصعوبات تبدأ فور انتهاء العقد وتتمثل أولاها في صعوبة التوفيق بين الحياة الزوجية والأكاديمية، وإشكالية الجمع بين تحمل مسؤوليات أسرة وأبناء وزوج، والتعامل بعفوية مع صديقاتهن في الجامعة وإقامة علاقات صداقة جديدة، بسبب اختلاف الاهتمامات، وفارق السن في بعض الأحيان، فضلا عن أن التفكير الدائم في البيت والأبناء يشتت أذهانهن خلال الدرس، ما يجدن معه صعوبة في الفهم والتركيز. ويضع الخبراء عدة قواعد وشروط لنجاح طالبات الجامعة في التوفيق بين الدراسة والزواج، تشمل قوة الإرادة، والرغبة في النجاح وإثبات الذات، فضلا عن ضرورة تنظيم الوقت، لتحقيق التوازن بين متطلبات الزوج والبيت، ومتطلبات الدراسة؛ حتى لا يكون هناك تقصير في أي منهما. كما يحذر الخبراء من تراكم المسؤوليات الأكاديمية والأسرية وينصحون الطالبات بأداء تلك المهام بها أولاً بأول، فضلا عن عدم إهدار الوقت مع الصديقات، أو الحديث في الهاتف، وتوفير كل وقت للاهتمام بالبيت والدراسة. وإذا كان لديكِ أطفال صغار، أعدِّي لهم الألعاب ونشاطات تساعدهم على الهدوء، والابتعاد عنك أثناء المذاكرة، كدفاتر التلوين، وتنظيم ألعاب جديدة لهم، أو شراء سبورة جديدة كبيرة ينشغلون عنك بها. كما ينصح الخبراء بتوفير وقت للترفيه والخروج مع الزوج في فترات الراحة والإجازات؛ لتحقيق التوازن النفسي، وإنعاش القدرة الذهنية؛ لمعاودة تحمل المسؤولية من جديد. إيمان الكعبي: أواجه ضغوطا كبيرة الطالبة إيمان عبد الرحمن الكعبي، متزوجة وموظفة أيضا، تقول إن زوجها هو السبب في عدم تمكنها من الاجتهاد والتفوق في الدراسة، وذلك لكثرة طلباته التي يتعمد من خلالها إشغالها عن دراستها، ما يجعلها تتأخر دائما عن المحاضرة الأولى في الجامعة، كما انه لا يشجعها ولا يدعها تقرأ أمامه وتراجع دروسها بصوت مرتفع. وأضافت : كنت متفوقة في المراحل الدراسية السابقه وهذا مايزعج زوجي الذي لا يوافق في الأساس على مبدأ الدراسة. وعن عملها قالت أعمل في الفترة المسائيه بمركز طبي كمدربة كوني أدرس طب أسنان وهذا أمر يسعدني، ولكنني أتحمل في سبيله الكثير من الضغوط والمتاعب . منيرة الكواري: أستغل غياب الأطفال في المراجعة تقول منيرة الكواري: تزوجت قبل الالتحاق بالجامعة وأجد صعوبه في التنظيم والتوفيق بين الواجبات الأسرية والدراسية، خصوصا أن لدي أطفالاً يحتاجون لرعايتي واهتمامي ويأخذون الكثير من وقتي لتربيتهم وتلبية طلباتهم، كما أنني أحاول قدر المستطاع إنهاء مهام وتكليفات الجامعة أثناء ذهاب الأطفال إلى المدارس وأحياناً اضطر للدراسة في المنزل أيام الاختبارات وأسهر كثيراً من أجل إنهاء المنهج المقرر للاختبار. رقيه المالكي: الإنجاب.. يُصعب المهمة رقيه المالكي، طالبة في السنة الثالثة الجامعية وأم لطفلين، تقول إن صعوبة الجمع بين الدراسة والأسرة تظهر بشكل واضح بعد الإنجاب، وذلك بسبب حاجة الأطفال الدائمة للرعاية والاهتمام والتفرّغ. وقالت: كوني أماً وطالبة ولديّ الكثير من الواجبات والمذاكرة والأعباء المنزليّة أشعر بضغط نفسي كبير، كما أن أغلب صديقاتي لم يعدن يتواصلن معي لقله حديثي معهن وزيارتهن بسبب المشاغل وكثرة الالتزامات. شيخة الحميدي: العزيمة وقوة الإرادة سر النجاح تقول الطالبه شيخة الحميدي: تزوجت وأنا في السنة الثالثة من الجامعة واستطعت بفضل الله ثم بعزيمتي وقوة إرادتي تنظيم الوقت والتوفيق بين أعباء الدراسة والمهام الزوجية والأسرية، وقد عانيت في سبيل ذلك لكن تلك المعاناة هي التي تعطي طعما للحياة وللنجاح، وليس كل شخص قادر على مواجهة الصعوبات والتحديات والتوفيق بين الأولويات. وأضافت: الموضوع يعتمد على العزيمة والإرداة و مواجهة التحديات والصعوبات، و بفضل الله وفقت بين متطلبات الحياة الزوجية والأسرية وأعباء الدراسة الجامعية رغم أني لم أجد من زوجي أي تعاون أو تفهم أو مساعدة. سلمى النعيمي: زوجي شجعني على الدراسة سلمى النعيمي، طالبة في السنه الثالثة من الجامعة، قالت إنها تستطيع التوفيق بين الحياة الزوجية والأكاديمية. وقالت: قبل زواجي لم أكن أفكر في إكمال دراستي ولا مواصلتها، ولكن عندما تزوجت رأيت زوجي متفوقًا ويحصل على أعلى الدرجات، فشجعني وساعدني على إكمال دراستي، كما أنه يحرص على تعليمي بشكل مستمرّ، لذلك كان الزواج أهم أسباب نجاحي ومواصلتي للدراسة. حليمة عيسى: الأعمال المنزلية تشغل الطالبات قالت حليمة عيسى، وهي طالبة ومتزوجة منذ سنتين وتدرس في السنة الأولى بالجامعة، إن أكثر ما يتعبها هو تنظيف المنزل وإعداد الطعام لزوجها قبل الخروج من البيت، وسرعة مرور الوقت دون مراجعة المواد المقررة عليها، فضلا عن كثرة الالتزامات الأسرية والزيارات. وأوضحت أن التعامل مع الوقت بطريقة عقلانية وتنظيمه هو أول أسباب النجاح، معربة عن أملها في أن تكمل دراستها بنجاح وتفوق، وتحافظ أيضاً على استقرار حياتها الزوجية، مبينة أنها بعد التخرج والحصول على الشهادة ستتفرغ لخدمة زوجها وتربية أبنائها. د.خالد المهندي: تنظيم الوقت يخفف الضغوط يقول الدكتور خالد المهندي أستاذ علم نفس ان الدراسة الجامعية تتطلب عوامل نفسية، وبيئية، واجتماعية مريحة، ومناخا مناسبا يقوم على التشجيع والتقبل وتوفير الظروف المواتية الخالية من التوتر والضغوط ليتمكن الطلبة من التعامل مع المواد الدراسية بكفاءة وبقدرات عقلية، ومعرفية عالية لخلق الكوادر البشرية المدربة القادرة على العمل في كافة المجالات والاختصاصات المختلفة. وقال: الطالبة المتزوجة عليها ضغوط كثيرة أولها إذا كانت لديها أبناء، لأن الطالبـات المتزوجـات معظمهن صغيرات في السن، ولديهن أبناء بحاجـة إلـى التربيـة والرعايـة، والاهتمام، فضلا عن أعباء الحمل والولادة لذلك تخشى الطالبات المتزوجات من إلحاق أي ضرر أو مكروه بأبنائهن أثناء غيابهن في الجامعة أو انشغالهن في الدراسة، ما يظل مصدرا للقلق والتوتر. وتابع هناك أيضا ضغط الزوج على الزوجة خصوصا في السنوات الخمس الأولى من الزواج حيث الطرفان بحاجة للاستقرار وتفهم بعضهم البعض. وأضاف أن الطالبات المتزوجـات حريصات على استقرار أسرهن، وتحقيق التوافق الزواجي، ولديهن حرص شديد بـأن التحـاقهن في الدراسة الجامعية لن يؤثر على تلبية احتياجات زوجهم ومتطلباتهم المختلفة، ما يشكل لديهن مصدراً من مصادر الضغوط وكثيرا ماتفشل الطالبة في تحقيق الاثنين معا إلا إذا قام زوجها بتشجيعها. وأضاف تواجه الطالبات المتزوجات أثناء دراستهن الجامعية العديد من المـسؤوليات تجـاه الأزواج والأبناء، والمتطلبات الأكاديمية المتعلقـة بالمـذاكرة، والامتحانـات والمحاضـرات والمتطلبات الاجتماعية حيث تفقد الطالبة المتزوجة الوقت لزياره الأهل والأصدقاء لذلك تواجه العديد من المواجهات والإحراجات لقله تواصل الرحم ما يزيد من ضغطها نفسيا. ونصح الطالبة المتزوجة والأم أن تنظم وقتها وتخصص وقتا لكل دور تقوم به، فعليها أن تخصص وقتا للمنزل ووقتا للدراسة ووقتا للأسرة حتى تتمكن من إدارة حياتها والتنظيم الجيد يساعدها على التوفيق بين الأدوار وتقليل الضغوط في حياتها ومن الأفضل أن لا تتزوج الطالبة قبل إتمام دراستها الجامعية. د.مجدي عاطف: الطالبات المتزوجات عرضة للضغوط النفسية يقول الدكتور مجدي عاطف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر، إن الطالبات المتزوجات يكن معرضات للضغوط النفسيه والانفعاليه أكثر مقارنة مع غيرهن من الطالبات العازبات، والسبب هو أن الطالبة المتزوجة تقوم بأكثر من دور في وقت واحد ، فهي طالبة وزوجة وأم واحيانا موظفة أيضا. وتابع : الطالبة المتزوجة يجب عليها القيام بعـدة أدوار على مستويات متفاوتة وبدرجة من الكفاءة، تتضمن الكثير من الأعباء والمتطلبات لإرضاء المحيطين بها، كا لزوج والأولاد، والأهل ، والأصدقاء، ما يشكل مصدراً للتوتر والانزعاج، فضلا عن أدوارهن كطالبـات يدرسـن فـي جامعة نظامية لها لوائح وقوانين وأنظمـة تحـتم علـيهن الالتـزام بالمحاضـرات، والامتحانات وإجراء البحوث . وأضاف: كذلك الحالة النفسية التي تعاني منها الطالبات المتزوجات، وما ينتابهن من الخوف، والقلـق الشديد تؤثر سلبياً على التقييم الذاتي لديهن فالتقييم يكون إيجابيا؛ إذا كان الفرد في حالة انفعاليـة ومزاجية جيدة؛ ما يؤثر على مستوى النجاح في الأداء، بينما يكون التقييم سلبيا عنـدما يكـون الفرد في حالة مزاجية سلبية ما يؤثر سلبيا على النجاح فـي الأداء ويؤدي إلى انخفاض فاعليتهن الذاتية بينما النجاح في الإنجازات الأدائية تؤدي إلـى ارتفاع فاعليتهن الذاتية. تهاني عبدالله: الأولوية للواجبات الأسرية تقول الطالبة تهاني عبدالله أن الحياة الزوجية لها الأولوية بالنسبة لها حيث الالتزامات الأسرية تأخذ كل وقتها. تضيف: بما أنني طالبة متزوجة سبب لي هذا الأمر ضغوطا نفسية بدرجة كبيرة ما جعلني لا أنام بشكل كاف خصوصا أن الدراسة تحتاج للتفرغ والجهد الكبير، وفي أيام كثيرة كنت أتمنى لو أنني لم أتزوج قبل إكمال دراستي الجامعية.