مثلما اللاعب الأجنبي "مؤمن" عليه دوليا أينما حل بأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فمن الواجب أن نعي جميعا ولاسيما اتحاد القدم السعودي والأندية كيف "نؤمن" ملاعبنا ورياضتنا من اللاعبين الأجانب أو المدربين وغيرهم في جميع الألعاب. هذا المدخل يتصل بالأحداث المؤسفة التي واكبت مباراة النصر ولخويا القطري في ختام دوري المجموعات لدوري أبطال آسيا على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض الأربعاء الماضي. وفي الوقت الذي نتأسف كثيرا على مغادرة النصر بخسارة ثلاثية، فإننا نستنكر وندين الشغب الذي أحدثه الأوروجوياني فابيان أستويانوف لاعب النصر بتصرف أرعن مع سبق الإصرار والترصد وهو يخلع قميصه ليخفي أحد عوامل إدانته في مدخل الممر، ثم يباغت الكوري نام تاي لاعب لخويا من خلفه وينهال على وجهه "لكماً". وواكب ذلك شغب من بعض جماهير النصر برمي القوارير إلى الضيوف، مما اضطر بعضهم للبقاء في الملعب دون جدوى ثم "هرولوا" إلى الممر تحت وابل من المقذوفات..!! وهنا أتساءل عن الدور السلبي من لدن إداريي نادي النصر بعدم التدخل لوقف هذه الفوضى من الجماهير، والإدانة أقوى بحق رجال الأمن في المدرجات وأمام الممر بعدم اتخاذ إجراءات تضمن سلامة أعضاء الفريق المنافس. ونحن نعرف جيدا أن المباراة مسؤولية النادي المستضيف، أي النصر، تحت مراقبة الاتحادين الآسيوي والسعودي. وبالتالي من مسؤولية وواجبات الاتحاد السعودي أن يؤدي أدواره رقابيا وعقابيا، بما يحفظ قيمة وسمات الرياضة وأن يكون النادي - أيا كان – في مستوى مسؤولية تمثيل الوطن. أما الاتحاد الآسيوي فلديه مراقبون ولجان والأمثلة كثيرة لأنديتنا وما تكبدته من عقوبات. وفي هذا المقام يحسب لرئيس النصر الأمير فيصل بن تركي قراره بحسم 50% من راتب فابيان، لكنه في المقابل، لم يتدخل لدرء تصرفات تهورية من بعض اللاعبين والجماهير. بل إن تصريحات مدير فريق لخويا تركت أكثر من علامة استفهام بحق رئيس النصر. وهنا نتساءل عن الدور الإيجابي "المزعوم" لوجود رؤساء الأندية وغيرهم في دكة البدلاء..! ومثل هذه التصرفات في مجملها يتحمل بعض تبعاتها اتحاد القدم الذي تساهل في مرات سابقة ولم يواكب الانتقادات والمقترحات التي تحتم إجراءات انضباطية وقرارات رادعة. والأهم أن يضمن النصر حقوقه جراء تصرف فابيان الأهوج، لأنه قد يخسر اللاعب في مباريات مقبلة، مع يقيني بوجود بنود في العقود الدولية، لكنني هنا أشدد على كيفية حماية رياضتنا وملاعبنا ممن يخدشوها بشكل عام سواء لاعبين أجانب أو محليين أو جماهير أو إداريين، والأخطر من بيدهم حفظ الأمن والتصدي للمشاغبين. وأزيد بأن حادثة فابيان الشنيعة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، وبالتالي لابد أن نبرهن للعالم مدى احترافيتنا واحترامنا للمنافسين. وفي نطاق أوسع، لو عدنا لأول ربع ساعة من المباراة فإن حسين عبدالغني "قائد النصر" تجاوز كثيرا بما يدينه بالطرد حتى إن الحكم الكوري تحدث معه كثيرا وأنذره ثم عاد في حالات أخرى يحذره من مغبة الطرد. وبدلا من أن يكون عونا لزملائه تسبب في نرفزتهم. والأكيد أن عبدالغني ميئوس منه في سهولة تجاوبه مع أي استفزاز أو دخوله في معارك تضره، ورغم نجوميته الفريدة فنيا وتكتيكيا، إلا أنه يواصل تهوره دون أن يستفيد من الخبرة الكبيرة التي لا يضاهيه فيها أحد. هو حالة غريبة وفريدة ولذا يتجنب كثيرون انتقاده وتوجيهه، لكن الأغرب غياب الجهات الرقابية وناديه عن الدور الانضباطي. ومن جانبي أتمنى له نهاية جميلة. #تغريدة: ديربي الهلال والنصر "غدا" بطولة وأكثر للفائز.