بعد قرار وزارة التعليم بإلزامية إلحاق الأطفال بمرحلة رياض الأطفال قبل دخولهم لمدارس التعليم الأساسي، وأسر كثيرة تعاني من فلكية أسعارها بدون مبرر، ولا مراقب لهذه الرسوم التي تطلبها هذه المدارس لتهيئة الطفل لدخول مدارس التعليم الأساسي، والمشكلة أن الأغلبية يضطرون للخضوع للأمر الواقع، ودفع مبلغ قد يساوي في دول أخرى قريبة منّا رسوم جامعة أهلية لأحد أبنائها، والأشد من ذلك أن رياض الأطفال الأهلية مقابل رياض الأطفال الحكومية عددها كبير، إذ إن عدد رياض الأطفال الحكومية لا تزال أعدادها لا تستوعب حاجة الأسر لها، ولذلك نجد أن الأهالي يقبلون على الأهلي (مرغم أخاك لا بطل)، ولو بحثنا عن ما هو المبرر في هذه الأسعار، فلن تجد أي إيجابية إلاّ الاستغلال، فلا يُعقل أن يدفع لطفل في مرحلة التمهيدي لا يتجاوز عمره 4 سنوات ١٨ ألف ريال خارج رسوم الزي والكتب، وقد تقولون: إن هذه المدارس قد تكون أسعارها عالية، لكنها ليست ككل المدارس، وبعد وقوفي في جولة على أكثر من رياض أطفال بعد عدة شكاوى وصلتني من آباء وأمهات عانوا من هذه المسألة، وجدت أن المدرسة التي يكون مبناها جيدًا ومتوفرًا فيها السلامة والنظافة ترفع إدارتها الرسوم لأسعار لا يستطيع متوسطو الدخل أن يُلحق ابنه أو ابنته بها، والعكس صحيح. فالمدارس التي رسومها أقل تجدها أنها أقل في كل شيء! والمشكلة الأكبر أن مفهوم الأقل في الرسوم برياض الأطفال ليس بقليل أيضًا، فأقل روضة اليوم تصل أسعارها ٨٠٠٠ ريال سنويًّا، وهذه أيضًا تعتبر للأهالي سعرًا لا يستطيعونه مع تكاليف وأعباء الحياة، ولذلك فأنا باسم كثير من الآباء والأمهات، والتي ما إن بدء موسم التسجيل للعام المقبل وهم يعيشون حيرة بسبب انفلات الأسعار. نأمل من الوزارة أن تُلزم هذه المدارس بتعديل رسومها بما يُناسب كافة الأسر السعودية، خصوصًا وأن رياض الأطفال لم تصبح مظهر رفاهية، كما كان في السابق، وإنما مرحلة إلزامية لتهيئة الأطفال للتسجيل بعدها في نظام نور، والالتحاق بالمدرسة، مع تفعيل قرار زيادة رياض الأطفال الحكومية. وحبّذا لو توجد في أغلب أحياء مدينة جدة.